استقبل ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، السبت، رائدي الفضاء الإماراتيين هزاع المنصوري وسلطان النيادي، لدى وصولهما مطار الرئاسة عائدين من روسيا، بعد نجاح رحلة المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية.
وفور دخول الطائرة الخاصة التي تقل هزاع المنصوري وسلطان النيادي أجواء دولة الإمارات، رافقتها طائرات حربية تكريما لهما و ترحيبا بعودتهما إلى الإمارات.
كما قدم فريق "فرسان الإمارات" عرضا جويا رافق هبوط الطائرة، حيث كان في الاستقبال ذوو رائدي الفضاء على أرض المطار.
وهنأ الشيخ محمد بن زايد، المنصوري على سلامة العودة من رحلته الناجحة والموفقة إلى محطة الفضاء الدولية، مشيدا بـ"الروح العالية والهمة الكبيرة وقوة الإرادة التي ظهر بها خلال كل مراحل هذه الرحلة، مما أسهم في نقل صورة طيبة عن الإمارات وشعبها إلى العالم كله، وأكد ريادتها وقوة إرادتها للمشاركة في مسيرة التقدم الإنساني".
كما أثنى على النيادي "وما أظهره من حماس وإخلاص في مساندة أخيه هزاع قبل الرحلة وأثناءها، مؤكدا أن العمل بروح الفريق الواحد هو أساس النجاح والتفوق".
وعبر الشيخ محمد بن زايد عن شكره وتقديره الكبيرين لكل أعضاء الفريق الإماراتي الذين أسهموا في الرحلة إلى محطة الفضاء الدولية وساعدوا على نجاحها وتحقيقها الأهداف المرجوة منها، من مهندسين وفنيين وغيرهم، "لأنهم جميعا عملوا بروح واحدة لهدف واحد هو رفع اسم الإمارات عاليا في الساحة الدولية"، وفق ما ذكرت وكالة "وام".
نموذج للشباب
وخاطب ولي عهد أبوظبي هزاع وسلطان قائلا: "أنتما نموذجان للشباب الذي نفخر به ونراهن عليه للمنافسة الحقيقية والجادة في مضمار التطور والتقدم في العالم، وأنتما اليوم نموذج وقدوة حسنة لكل الشباب الإماراتي والعربي وستظل الرحلة إلى محطة الفضاء الدولية مصدرا للإلهام وحافزا لشباب الوطن للعمل بصدق من أجل رفعة الإمارات وتقدمها".
وأضاف: "إن دولة الإمارات عندما وضعت برنامجها للفضاء كان إصرارها منذ البداية على أن يكون تنفيذ هذا المشروع بأيدي أبنائها وعقولهم، لذلك عملت بقوة من أجل إعداد الكوادر المواطنة المؤهلة والمدربة في هذا المجال، لأن هدفها هو المشاركة الفاعلة في استكشاف الفضاء والانخراط الحقيقي في علومه ومعارفه كونه جزءا من سعيها لتحقيق التنمية المستدامة وبناء اقتصاد قائم على المعرفة.
وأشار إلى أن "المنصوري والنيادي وإخوانهما العاملين في برنامج الإمارات للفضاء هم يضعون الأسس القوية للانطلاق نحو تحقيق طموحاتنا في هذا الشأن، وصولا إلى المريخ".
بصحة ممتازة
من جانبهم، أكد مسؤولو مركز محمد بن راشد للفضاء، أن المنصوري بصحة ممتازة وقد خضع خلال الفترة الماضية بعد وصوله إلى الأرض من محطة الفضاء الدولية إلى مجموعة من الاختبارات والفحوص والدراسات الطبية الدقيقة، تحت إشراف فريق طبي متخصص وبمتابعة الدكتورة حنان السويدي، طبيب رواد الفضاء الإماراتية، التي كانت تتابع حالته الصحية يوميا قبل انطلاقه إلى محطة الفضاء الدولية وأثناء تواجده عليها وبعد عودته إلى الأرض.
يذكر أن المنصوري قضى 8 أيام على متن محطة الفضاء الدولية في إطار برنامج الإمارات لرواد الفضاء، الذي يهدف إلى تدريب وإعداد فريق من رواد الفضاء الإماراتيين، وإرسالهم إلى الفضاء للقيام بمهام علمية مختلفة.
وانطلق المنصوري إلى الفضاء في 25 سبتمبر على متن مركبة الفضاء الروسية " سويوز إم إس 15" وعاد يوم 3 أكتوبر على متن مركبة الفضاء الروسية "إم إس 12".
وأجرى المنصوري 16 تجربة علمية بالتعاون مع شركاء دوليين، منهم وكالة الفضاء الأوروبية " إيسا " ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية "جاكسا" ووكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس"، ووكالة الفضاء الأميركية "ناسا",
ومن بين التجارب، 6 أجريت على متن محطة الفضاء الدولية في بيئة الجاذبية الصغرى "Microgravity" وهي بيئة منعدمة الجاذبية تقريبا؛ لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان في الفضاء مقارنة بالتجارب التي أجريت على سطح الأرض، ودراسة مؤشرات حالة العظام، والاضطرابات في النشاط الحركي، والتصور وإدراك الوقت عند رائد الفضاء، إضافة إلى ديناميات السوائل في الفضاء، وأثر العيش في الفضاء على البشر، وهذه المرة الأولى التي يتم فيها هذا النوع من الأبحاث على شخص من المنطقة العربية.