تجملت شوارع الخرطوم، الأربعاء، بالثياب الإثيوبية الوطنية البيضاء التي ارتدتها عشرات الآلاف من الأثيوبيات المقيمات في السودان احتفالا بمقدم العام 2012 بحسب التقويم الإثيوبي والذي يأتي متأخرا ثمانية أعوام عن التقويم الميلادي.

ويحتفل الأثيوبيون داخل أثيوبيا وخارجها في مثل هذا الوقت من كل عام ببداية شهر "مسكرم" أو رأس السنة، ويتبادلون الزيارات ويقيمون الولائم والحفلات الراقصة التي تعبر عن كل ألوان الطيف الاثني للشعب الأثيوبي البالغ تعداده نحو 120مليون نسمة، ويتكون من قوميات عديدة أبرزها الأمهرة والتقري والأرومو.

والعام الإثيوبي يتكون من 13 شهراً، كل شهر منها عبارة عن 30 يوماً، ما عدا الشهر الأخير وترتيبه الثالث عشر، فهو من 6 أو 5 أيام فقط. ويطلق على الشهر الثالث عشر اسم "باغمي" باللغة الأمهرية، وهو عندهم شهر شروق الشمس أو أيام شروق الشمس.

وتمارس في يوم "باغمي" طقوس غريبة، فهو لا يعتبر شهر عمل، ولا تدفع للعاملين خلاله مرتبات. كما أنه يعتبر أهم أشهر المعتقدات الدينية للكنيسة الأرثوذوكسية الإثيوبية الشرقية، وهو شهر مقدس خصوصا للنساء الحوامل. كما يعد شهر "باغمي" شهراً للنساء الحوامل. كما يتجه في الكثير من السكان المحليين إلى الأنهار والبحيرات للاغتسال والتقرب إلى الرب.

أخبار ذات صلة

رقم قياسي.. إثيوبيا تزرع 224 مليون شجرة في يوم واحد

وتكتسب احتفالات الاثيوبيين في السودان طعما خاصا، إذ يرتبط السودان بحدود مشتركة وعلاقات تاريخية مع إثيوبيا. ويعيش في الخرطوم والمدن السودانية الأخرى أكثر من مليون أثيوبي معظمهم من الشباب، ويعمل غالبيتهم في أعمال هامشية صغيرة، لكنهم يعيشون في تناغم كامل مع السودانيين.

وتأكيدا للعلاقات الأزلية بين الشعبين، بادر رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد في السابع من يونيو الماضي بالقيام بأول وساطة لحل الأزمة السودانية بعد تعثر المفاوضات بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي عقب الإطاحة بنظام  عمر البشير في أبريل.

ووجدت الوساطة الأثيوبية صدى واسعا في الشارع السوداني، وتكللت في نهاية الأمر بنجاح كبير أسفر عن توقيع اتفاق تاريخي في أغسطس قاد إلى حل الأزمة للوصول بالبلاد إلى بر الأمان.