تعرض دار مزادات آخر رسالة للزعيم النازي أدولف هتلر قبل انتحاره، حيث كشفت عن نفسيته وقراره الأخير بعدما تأكدت الهزيمة على يد الحلفاء.
وقد بعث هتلر الرسالة التاريخية قبل أيام من وفاته إلى أحد قادته المقربين، فرديناند شورنر، الذي حثه على الفرار من العاصمة المحاصرة، بحسب صحيفة ميرور الإنجليزية.
وقال الزعيم النازي حينها:"سأبقى في برلين لكي أشارك بطريقة مشرفة، في المعركة الحاسمة لألمانيا، وأضرب مثالاً جيدًا لكل من تبقى.
"أعتقد أنه بهذه الطريقة سأقدم أفضل خدمة لألمانيا".
و"بالنسبة لبقيتكم، يجب بذل كل جهد ممكن للنصر في الكفاح من أجل برلين. يمكنك أن تساعد هناك بشكل حاسم، من خلال الدفع شمالًا في أقرب وقت ممكن".
وقالت دار مزادات ألكسندر التاريخية في ولاية ماريلاند بالولايات المتحدة الأميركية، التي تقوم ببيع هذه الرسالة إنها "فريدة من نوعها".
وقال رئيس الدار بيل باناغوبولوس: "لا يوجد دليل مكتوب آخر على إعلان هتلر عن نيته البقاء (والموت) في برلين.. هذه هي رسالة انتحار هتلر".
وفي الرسالة، "يحاول هلتر أن يصور نفسه كزعيم شجاع وقف مع رجاله حتى النهاية ، حين أطلق الرصاص على رأسه في غرفة نومه".
وتتضمن المجموعة أيضًا رسالة إلى هتلر من شورنر، مناشدا إياه الهرب.
وكتب شورنر: "أود أن أطلب منك، في هذه الساعة الخطيرة، مغادرة برلين وتولي القيادة من القطاع الجنوبي".
و"إذا سقطت، فإن ألمانيا ستنتظر أيضًا. الملايين من الألمان ينتظرون الفرصة لبناء ألمانيا مرة أخرى، معكم".
وقال باناغوبولوس عن شورنز: "لقد كان مفضلًا لدى هتلر، وكان مساعدا مخلصًا، وأراد بالتأكيد أن يخرج هتلر من برلين. لكن هتلر، من ناحية أخرى، كان في وضع مستحيل.
و"في اجتماع قبل يومين من وفاته، تعرض هتلر لانهيار عصبي تام عندما أُبلغ أنه لم يتم الامتثال لأوامره بالانتقال إلى إنقاذ برلين.
"لقد استشاط هتلر غضبا من خيانة قادته وعدم كفاءتهم؛ وحينها أعلن للمرة الأولى أنه خسر الحرب".
وقد "أعلن هتلر أنه سيبقى في برلين حتى النهاية".
في 26 أبريل ، أي بعد يومين من إرسال هتلر رده على شورنر، عرض على الزعيم النازي فرصة أخيرة للسفر من برلين ، لكنه رفض.
وقال باناغوبولوس: "ربما كان يأمل في أن يقوم شورنر بدفع القوات شمالًا من تشيكوسلوفاكيا للتخفيف عن برلين ، لكنني متأكد أن كلاهما يعرف أن الأمر كان مستحيلًا".
وأضاف :"قواته الدفاعية كانت تنهار في كل مكان حوله وكانت القذائف الروسية تهبط بالفعل في مكان قريب."
وانتحر هتلر وشريكته إيفا براون، في مخبأه في برلين في 30 أبريل 1945.
وقبل انتحاره، قام هتلر بترقية شورنر إلى منصب القائد الأعلى للجيش الألماني، خلفًا له.
وتخلّى شورنر عن منصبه في وقت لاحق وفر إلى النمسا، حيث اعتقلته القوات الأميركية.
وبعد الحرب، قضى بعض الوقت في سجون الاتحاد السوفيتي وألمانيا الغربية قبل إطلاق سراحه في عام 1963، لينتقل إلى ميونيخ حيث توفي في ظروف غامضة عام 1973.
وسيجري بيع الرسالة التاريخية في مزاد يستمر يومين في 30 أبريل و 1 مايو.
ومن المتوقع أن يصل سعرها ما بين 60 ألف دولار إلى 80 ألف دولار.