تحطمان مأساويان أسفرا عن مقتل 346 شخصا، هم جميع من كانوا على متن رحلتين جويتين، الأولى تابعة للخطوط الإندونيسية والثانية للخطوط الإثيوبية، الأمر الذي أثار القلق بين ركاب حجزوا مقاعد رحلتهم المقبلة على نفس طراز الطائرة التي اعترفت الشركة المصنعة لها، أنها بحاجة إلى تحديث برمجيات التحكم.

وعقب حادث تحطم الثاني للطائرة "بوينغ 737 ماكس 8" التابعة للخطوط الجوية الإثيوبية، الأحد، قالت شركة "بوينغ" الأميركية إنها كانت تعمل مع إدارة الطيران الاتحادي الأميركية عقب الحادث الأول للطائرة الإندونيسية لتطوير برمجيات التحكم في الرحلة الجوية.

وعمل إيقاف عدة دول تشغيل ومنع عبور وهبوط الطائرات من طراز "بوينغ ماكس"، بما في ذلك دول عربية منها مصر والإمارات ولبنان والمغرب والكويت، على بث الخوف والقلق في نفوس الركاب الذين خططوا لرحلات مقبلة على متن نفس الطراز، أو ربما سيفاجئون بأن شركة الطيران التي سيسافرون خلالها، اختارت هذا الطراز الخطير من الطائرات.

ويمكن للمسافرين ملاحظة فئة وطراز الطائرة التي يسافرون على متنها قبل إتمام عملية الدفع عند حجز التذاكر إلكترونيا، أو بالسؤال المباشر إلى موظفي شركات الطيران عند الحجز عبر الهاتف، أو عبر وسيط لشركات طيران.

فإذا كنت حجزت رحلتك بالفعل، وعلى علم بأن الطائرة التي ستقللك إلى رحلتك المقبلة من طراز "737 ماكس 8"، وتفكر في تغييرها، ماذا تفعل؟

يقول المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات سيف السويدي لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الراكب ليس من حقه أن يطلب من شركة الطيران التي حجز على متنها تغيير نوع الطائرة، مضيفا: "من يحدد ذلك هي سلطة الطيران المدني في كل بلد بالتعاون مع الشركات المصنعة للطائرات".

وأكد أنه حتى الآن لا توجد صلة واضحة ومباشرة بالأدلة القاطعة، بين الحادثين الذي وقعا في إندونيسيا وإثيوبيا، لنفس الطراز من طائرة "بوينغ 737 ماكس 8" من جهة، وعيب في تصنيعها من جهة أخرى.

وأضاف: "كل الإجراءات التي قامت بها بعض الدول، ومن بينها الإمارات، بوقف تشغيل أو هبوط أو عبور الطائرات من نفس الطراز السابق هي إجراءات احترازية"، وأوضح السويدي أن المسافر لديه القدرة على تقييم الخطر.

أخبار ذات صلة

إدارة الطيران الأميركية: لا أساس لوقف استخدام بوينغ 737 ماكس
طائرات الكوارث.. من "كونكورد" المشؤومة إلى "بوينغ 737"

وإذا أصرت شركات الطيران على تشغيل هذا الطراز من الطائرات في الدول التي أعلنت إيقاف تشغيلها، حينها يحق للراكب أن يطلب تعويضا، بحسب ما أشار إليه السويدي.

وبحسب القوانين المنظمة لحركة الطيران في العالم، فإن حرية الركاب في تغيير نوع الطائرات التي سيسافرون على متنها يعد نوعا من الرفاهية، لا يتأتى إلا برغبة قوية تكون كامنة وراء تغيير رحلتهم أو إلغائها، وفق قوانين الشركات المشغلة.

وفي الولايات المتحدة الأميركية، لا يتمتع الركاب بالكثير من الاختيارات عندما يتعلق الأمر برفاهية تغيير الرحلات.

وتقول لوائح إدارة الطيران الاتحادي الأميركية إن شركات الطيران قادرة، في اللحظة الأخيرة، على تغيير طراز الطائرات، لكن فئتها تبقى كما هي، فيمكن تغيير "بوينغ 737 ماكس 8" بأخرى من نفس فئة الشركة المصنعة.

لكن ماذا يحدث إذا تغير الوضع، وعدلت الشركة المشغلة طائرة أنت تفضل السفر على متنها، واخترت رحلتك بناء على توفرها؟

تقول شبكة "سي إن إن" نقلا عن ماري شيافو المفتشة السابقة في وزارة النقل الأميركية، ‘نه من غير القانوني أن يطلب الركاب استعادة أموالهم في هذه الحالة أيضا.

وقالت شيافو: "شركات الطيران لديها الحق في استبدال الطائرات. فإذا حجزت على 737-500، واكتشفت أنها 737 ماكس، من الناحية الفنية لن تضطر الشركة إلى تلبية طلبك بتغيير طراز الطائرة".

وأوضحت شيافو أن الخيار الوحيد المتاح للركاب في هذه الحالة هو سؤال موظفي الخطوط الجوية عما إذا كان بإمكانهم تغيير الرحلة، وأضافت: "سيتعين عليك مناقشة موظفي الكاونتر أو البوابة الذين ربما يتفهموا مخاوفك".