واصل المتسلق البريطاني توم بالارد مسيرة والدته المغامرة التي تحدت قمم الجبال وسطرت اسمها في الموسوعات العالمية، إلا أنها استسلمت لـ"الجبل القاتل" في باكستان قبل 24 عاما، وتوفيت.
لكن على ما يبدو أن ذات الجبل أراد أن يجمعها وابنها، الذي فارق الحياة أيضا قبل أيام على نفس الجبل.
فقد أكد سفير إيطاليا في باكستان وفاة اثنين من متسلقي الجبال الأوروبيين المفقودين على جبل نانغا باربات، وهو تاسع أعلى قمة في العالم بارتفاع 8126 مترا، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وانتهى البحث عن البريطاني توم بالارد والإيطالي دانييل ناردي بعد أن أكد فريق البحث الجوي أن الصور التي التقطتت على ارتفاع حوالي 5900 متر كانت لجثتي المتسلقين.
لكن المفارقة الأليمة أن بالارد، البالغ من العمر 30 عاما، هو ابن المتسلقة البريطانية أليسون هارغريفز، أول امرأة تتسلق جبل إيفرست بمفردها.
وقد توفيت هي أيضا على قمة جبل نانغا باربات عن عمر ناهز 33 عاما في عام 1995.
وكان بالارد متسلقا ماهرا، حيث أصبح في عام 2015 أول شخص يتسلق منفردا جميع القمم الشمالية الرئيسية الستة لجبال الألب في شتاء واحد.
أما ناردي، البالغ من العمر 42 عاما، الذي يقطن بالقرب من روما، فقد تسلق نانغا باربات في الشتاء عدة مرات.
وانطلق المغامران في رحلة صعود الجبل يوم 22 فبراير، وقد أجريا اتصالا في 24 فبراير من ارتفاع يبلغ حوالي 6300 متر، قبل أن ينقطع الاتصال تماما.
وقال السفير ستيفانو بونتيكورفو: "بحزن شديد تلقيت خبرا أن البحث عن دانييل ناردي وتوم بالارد قد توقف، وقد أكد فريق البحث أن الصور الظلية التي تم رصدها على منطقة موميري على بعد حوالي 5900 متر هي لجثتي المغامرين".
وأضاف أن الجثتين في مكان يصعب الوصول إليه، لكن سيتم بذل كل ما في وسعنا لمحاولة استعادتهما.
وكانت كيت أخت بالارد، ووالدها جيم وصديقته الإيطالية ستيفانيا بيديريفا، في انتظار أنباء عنه، وقالت والدة بيديريفا إنها "تبكي باستمرار" منذ أن علمت أنه مفقود.
وولد بالارد في ديربيشاير لكنه انتقل إلى اسكتلندا وهو طفل، وقد توفت والدته أليسون هارغريفز على قمة نفس الجبل عندما كان عمرها 33 عاما، فيما كان بالارد يبلغ من العمر 6 سنوات.
لكنه عزم على إكمال خطواتها، وفي عام 2015 أصبح أول شخص يتسلق القمم الشمالية لجبال الألب بمفرده في فصل الشتاء.
ورغم إطلاق اسم "الجبل القاتل" على نانجا باربات بسبب وعورته الخطرة، فإن الجبل الذي يقع في منطقة جيلجيت بالتستان الباكستانية لا يزال مقصدا للمتسلقين المغامرين.