بسرعة تحولت مدن عدة في السعودية لمحطة جذب لمشاهير الفن والموسيقى حول العالم، وبينها مدينة العلا غربي المملكة، التي تقع على بعد 300 كلم شمالي المدينة المنورة.
ولفتت العلا المتابعين عندما أحيت الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي حفلة غنائية شهدت حضورا جماهيرا كبيرا، مما فتح المجال لتقديم حفلات موسيقية لمجموعة من الفنانين العالميين.
ودشنت هيئة الترفية السعودية مهرجان "شتاء طنطورة"، لتحتضن العلا كوكبة من أبرز النجوم من جميع أنحاء العالم، حيث تلتقي الثقافات وتمتزج الفنون من الشرق والغرب عبر مناسبات ثقافية وفنية تقام خلال عطلة نهاية كل أسبوع.
وتراهن السعودية على اجتذاب كبار المشاهير حول العالم لأحياء حفلاتهم الفنية وعروضهم الموسيقية بفضل تنوع الطبيعة السعودية، فالأجواء المناخية توفر مواسما طوال العام لإقامة المهرجانات الفنية ومع نجاحات الحفلات سواء للفنانين المحليين والعالميين ستتحول السعودية.
ويطل خلال هذه المناسبات على الجمهور عمالقة الفن والطرب العرب والعالميين، من بينهم فنان العرب محمد عبده الذي التقى جمهوره من على مسرح العلا، وعازف الكمان رينو كابوسون وأسطورة التأليف الموسيقي المعاصر الموسيقار المصري الحائز على العديد من الجوائز العربية والعالمية عمر خيرت.
كما أطل على الجمهور أحد ألمع النجوم المعاصرين في فضاء الموسيقى الكلاسيكية على مستوى العالم، عازف البيانو الصيني العالمي لانج لانج، الذي قدم مقطوعات من روائع الموسيقى العالمية.
وتوسط تلك الأمسيات الطربية حفل أسطوري تداخلت فيه التقنيات المستقبلية مع عراقة الماضي والطرب الشرقي الأصيل.
فقد أطلت على الجمهور كوكب الشرق أم كلثوم بتقنية الهولوغرام (التصوير التجسيمي)، الذي تجسدت من خلاله أم كلثوم في صورة حية ثلاثية الأبعاد في الأمسية السادسة، لتعود بالجمهور إلى زمن الطرب الجميل بكلمات وألحان خالدة لطالما أطربت مسامع الجمهور شرقا وغربا، وتعد اليوم تراثا فنيا إنسانيا تزخر به المكتبة العربية والعالمية.
وتصدر المشهد الفني أيضا مطرب الأوبرا ومؤلف الأغاني والعازف الإيطالي العالمي، أندريا بوتشيلي الذي أحيا أمسية رائعة أطرب بها مسامع الجمهور بصوته الأوبرالي الشجي.
ولا تتوقف النشاطات الفنية عند مدينة العلا، فلقد عرفت مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر حفلا فنيا للمغنية الأميركية ماريا كاري أول حفل لها في السعودية، وذلك في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية.
وكانت الحفلة سجلت أعلى حضور جماهيري في تاريخ الحفلات الفنية المقامة في جدة حيث اكتظت منطقة الترفيه بعشرات الآلاف من الزوار، الذين حضروا قبل الحفلة بساعات، وقد لوحظ نفاد التذاكر في وقت قياسي.