ربما لا يعرف البعض عن مرض البهاق، ولهذا السبب تراهم ينظرون إلى من أصيب به باعتباره "ليس كغيره من البشر" أو ينظر إليه باحتقار.
العارضة الأميركية أوميكو جونسون، التي تطلق على نفسها لقب "إلهة البهاق" تعرضت لما هو أسوأ من ذلك، فوجدت نفسها عرضة للإساءات والإهانات العنصرية و"الوحشية" والقاسية، بسبب مرض جلدي ليست مسؤولة عنه.
ووفقا لجونسون، فقد أطلق البعض عليها أسماء وأوصاف مثل "الكلب الدلماسي" و"البقرة" و"الزنجية المرقطة"، من بين أوصاف وإهانات أخرى، بحسب ما ذكر موقع "ميل أونلاين" البريطاني.
ولمن لا يعرف فإن البهاق مرض جلدي يصاحبه تكون البقع جراء فقدان الخلايا الملونة التي تنتج مادة الميلانين، والتي توجد بشكل أساسي طبيعي في الجلد وفي حويصلات الشعر والفم (أي الشفاه) والعيون (لون العينين) وبعض من الأجزاء العصبية المركزية، وتعتبر كمية ونوعية خلايا الميلانين العنصر المحدد للون الجلد والشعر والعيون التي تميز الناس عن بعضهم البعض.
وجونسون ليست عارضة فحسب، بل هي مؤلفة وممثلة وسيدة أعمال في الثامنة والثلاثين من عمرها تنحدر أصلا من مدينة لايك تشارلز في لويزيانا.
وأصيبت جونسون بمرض البهاق عندما كانت في الخامسة والعشرين من عمرها، وأخذت البقع البيضاء تنتشر تدريجيا على جسدها، بدءا من ذراعيها.
وعلى مدى سنوات، صارت جونسون، وهي أم لأربعة أبناء وبنات ولها 3 أحفاد، تعاني من التعليقات البذيئة والعنصرية والسخرية منها، لكنها تعالت على كل ذلك واستغلتها لتصبح أكثر قوة مستفيدة منه كأمثلة لكيفية عدم التعامل مع الآخرين بالمثل.
وسخرت جونسون نفسها لمساعدة الفتيات الأخريات اللواتي يعانين من البهاق، وصارت تقدم النصح والإرشاد للتعامل بإيجابية، وأصبحت نموذجا ومثالا حقيقيا، خصوصا للفتيات الصغيرات اللواتي يواجهن صعوبات في التعاطي مع المرض وسط مجتمع "قاس".
ليس هذا فحسب بل إنها عملت جاهدة لإعادة تعريف مفهوم الجمال، وألفت كتابا بعنوان "الفتاة المرقطة التي ألهمت العالم"، سيصدر في مارس المقبل.
وتأمل جونسون أن تتمكن من إلهام فتيات أخريات وليس فقط من يعانين من البهاق، وتمكينهن من مواجهة الشعور بانعدام الأمان وزيادة الثقة بأنفسهن، موضحة أن البهاق ليس لعنة بل هبة لإظهار أنه ليس هناك عرق أفضل من الآخر.