يمتلك المغرب ثروة مهمة من الغابات، تساهم بشكل كبير في اقتصاد البلاد، وتضم أشجارا نادرة، أبرزها الأركان، التي تصنفها منظمة اليونسكو ضمن "الإرث الإنساني العالمي".

و"الأركان" من فصيلة الأشجار الصنوبرية، تنتشر في المناطق الجنوبية للمغرب، وتعمّر مئات السنوات، وتتميز بجذعها القصير وفروعها الكثيفة الوارفة.

وتشكل الأركان العمود الفقري للنظام الرعوي والزراعي في المغرب، حيث تغطي أشجارها مساحة تناهز 830 ألف هكتار في المناطق شبه القاحلة، والقاحلة من الأطلس.

ما تنفرد به شجرة الأركان هو زيتها، الذي يتم تصديره لعدد كبير من دول العالم، حيث يستخدم لعلاج الكثير من الأمراض، إلى جانب فوائده التجميلية.

وذاع صيت هذا الزيت بعدما اكتشفت شركات أجنبية فوائده الكثيرة، إذ بات يعدّ مادة نفيسة، الشيء الذي جعل البعض يصفونه بـ"الذهب السائل" أو "الذهب الأخضر".

ويتراوح ثمن بيع زيت الأركان ما بين 100 و300 دولار للتر الواحد، مما يجعل منه أغلى زيت غذائي في العالم.

ويقول متخصصون إن لهذا الزيت فوائد صحية عدة، إذ يعالج الكولسترول والإكزيما والروماتيزم ويقاوم ظهور التجاعيد، كما أنه يحارب التهاب القولون والانزلاق الغضروفي.

وبشأن الفوائد التجميلية، فإن أركان يرطب وينظف البشرة، ويغذي الشعر وفروة الرأس، كما أنه يحفز الوظائف الحيوية لخلايا الجلد، مما يساهم في مقاومة شيخوخة الجلد. و

ويستعمل هذا الزيت كذلك للتخفيف من آثار حب الشباب وندوب الحرائق والجروح.

أخبار ذات صلة

"أنظف مدينة عربية" تستضيف "أغاني الأرز"

مجهودات واهتمام

في عام 1998، حظيت الأركان بتصنيفها "محمية حيوية" من اليونسكو، الأمر الذي جعل الهيئات المغربية المعنية تتدخل للحفاظ عليها من خطر الانقراض، بالإضافة إلى تثمين هذا التراث الاقتصادي والثقافي الفريد.

ولهذا الغرض، باتت وزارة الفلاحة تهتم بكل صغيرة وكبيرة تهم المنظومة البيئية للأركان، كما جرى إحداث الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان مطلع سنة 2010.

وقالت الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان إن برنامجا خاصا أطلق عام 2011، بمخصصات بقيمة تناهز 3 مليارات درهم، من أجل تطوير هذه الشجرة والحفاظ عليها والاستفادة منها. 

وتبقى الإشارة إلى أن الأركان توفر إمكانيات ومزايا عدة، تهدف إلى تحسين مستوى معيشة حوالي 3.5 ملايين نسمة يعيشون في المناطق التي تضم هذا النوع من الأشجار، أغلبها في المناطق القروية.

شبح الاندثار

لكن أجراس إنذار لا تتوقف عن تحذير المغرب من شبح اندثار أشجار الأركان بسبب التغيرات المناخية، التي تشهدها مختلف دول العالم، فضلا عن بعض السلوكات الفردية.

وفي غياب قوانين صارمة وحماية بشرية لهذا النوع من الأشجار، فإن الرعي الجائر يظل "أكبر خطر على الأركان"، وهو ما يستدعي توعية وإرشادا لتغيير سلوك المواطن.

ويشدد الخبراء على ضرورة المحافظة على المجال البيئي وحماية المنطقة من التعرية والتصحر، بالإضافة إلى غرس أشجار جديدة وتشجيع الاستثمارات في هذا المجال.

وخلال العام الماضي، جرى غرس أكثر من 1870 هكتارا من شجر الأركان بالموسم الفلاحي الحالي 2017-2018، في إطار برنامج لغرس 10 آلاف هكتار، منها حوالي ألفي هكتار ترتبط بالنباتات العطرية والطبية.