بعد أكثر من 40 عاما على نهاية حرب فيتنام، طالبت الحكومة الفيتنامية شركة "مونسانتو" بدفع تعويضات لأشخاص أصيبوا بأمراض مزمنة وتشوهات، نتيجة استخدام الجيش الأميركي حينها مبيدا يعرف بـ "العامل أورانج" (العامل البرتقالي) يحتوي على مواد كيماوية ضارة، من صنع الشركة.

وكانت "مونسانتو" أمدت الجيش الأميركي بالعامل البرتقالي خلال حرب فيتنام، وهو مبيد حشائش استخدم لحرمان مسلحي "الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام" المعروفة بـ "فيت كونغ" من الحصول على الغذاء أو مواقع للاختباء.

وتأتي مطالبة فيتنام بالتعويضات، بعد أن أٌُمرت الشركة بدفع 289 مليون دولار لرجل قال إن استخدامه لمبيد الأعشاب الضارة " Roundup" الذي تنتجه الشركة، ساهم في إصابته بالسرطان.

واعتبر الناطق باسم وزارة الخارجية الفيتنامية، نجوين فونغ ترا، أن هذا الحكم بمثابة "سابقة قانونية، تدحض الادعاءات السابقة بأن مبيدات الأعشاب التي تصنعها شركة مونسانتو وغيرها من الشركات الكيماوية في الولايات المتحدة، والتي تم توفيرها للجيش الأميركي في الحرب، غير ضارة".

وأضاف: "عانت فيتنام من عواقب وخيمة من الحرب، خاصة فيما يتعلق بالآثار الطويلة والمدمرة للمواد الكيماوية السامة، بما في ذلك العامل البرتقالي"، حسب ما ذكر موقع "إندبندنت" البريطاني.

وبين عامي 1961 و1971، رش الجيش الأميركي نحو 12 مليون غالون من المادة الكيماوية على أكثر من 30 ألف ميل من الأراضي جنوبي البلاد.

وقد تم ربط "ديوكسين"، وهو عنصر شديد السمية من "العامل البرتقالي"، بمشكلات صحية رئيسية مثل العيوب الخلقية، والسرطان، وأمراض أخرى فتاكة.

ولا يزال الملايين يعانون حتى اليوم من تشوهات خلقية انتقلت إلى الأجيال الجديدة لضحايا الحرب.

من جانبها، ردت شركة "مونسانتو" على الادعاءات، قائلة إن الحكومة الأميركية هي التي "حددت مواصفات صنع العامل أورانج، وحددت متى وأين وكيف تم استخدامه".

وأضافت: "كان العامل أورانج ينتج ويستخدم فقط للحكومة الأميركية".

كما شددت الشركة في منشور على موقعها الإلكتروني، على أنها كانت "واحدة من 9 مقاولين حكوميين قاموا بتصنيع هذه المادة الكيماوية".

يذكر أن "مونسانتو" تأسست في سانت لويس بولاية ميسوري الأميركية عام 1901، واستحوذت عليها شركة "باير إيه جي" في يونيو الماضي.