ترتبط دولة الإمارات مع جمهورية الصين بعلاقات متميزة في العديد من المجالات ومنها التعليم، حيث تسعى وزارة التربية والتعليم بالدولة إلى زيادة حجم التبادل المعرفي مع الجانب الصيني من خلال مجموعة مبادرات، ومنها تدريس اللغة الصينية.
وقد حظيت هذه المبادرة باستحسان ورضا الطلبة وأولياء الأمور الذين رأوا فيها خطوة على الطريق الصحيح لتمكين الطلبة من اللغة الصينية، حيث باتت الصين إحدى أهم الدول المصدرة للمعرفة والتكنولوجيا الحديثة، ووجهة عالمية مؤثرة حضاريا وعلميا.
وأوضحت وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات أن تطبيق تعليم اللغة الصينية خطوة أولى سيتبعها عدة خطوات أخرى خلال السنوات الدراسية القادمة، من بينها توسيع نطاق الطلبة المستهدفين، إذ تعتزم الوزارة تطبيق تعليم اللغة الصينية في 100 مدرسة من خلال الأندية الطلابية لطلبة الصفوف 9/10/11/12، الأمر الذي من شأنه زيادة حجم التعاون الأكاديمي بين الوزارة والجهات الصينية المختصة.
وطرحت الوزارة اللغة الصينية بشكل اختياري للطلبة بالصف العاشر في 10 مدارس ثانوية كمرحلة أولى خلال العام الدراسي الماضي، وتم تعيين 22 معلما واختصاصيا لتطبيق اللغة الصينية في هذا الصف بهدف تمكين الطلبة المواطنين من اللغة الصينية، تمهيدا لابتعاثهم للدراسة هناك للنهل من معارف الصين وتاريخها وحضارتها العريقة.
وتعتزم الوزارة التوسع في تطبيق مبادرة تدريس اللغة الصينية في أربع مدارس جديدة خلال العام الدراسي المقبل لتضاف إلى العشر مدارس الأخرى التي كانت وزارة التربية قد طبقت فيها المبادرة خلال العام الماضي.
ولتوثيق أوجه التعاون بين البلدين، عملت وزارة التربية والتعليم على إيفاد وابتعاث طلبة مواطنين للدراسة في أعرق الجامعات الصينية، كما ستعمل على زيادة أعداد الطلبة المبتعثين هناك خلال المراحل المقبلة، إذ وضعت ضمن قائمتها الخاصة لابتعاث الطلبة للدراسة في الخارج الجامعات الصينية كوجهة معتمدة وذلك وفقا للشروط التي تحددها الوزارة.
وتعد "مدرسة حمدان بن زايد" في أبوظبي تجربة رائدة في مجال تعليم اللغة الصينية، حيث تجمع بين الطلبة المواطنين والصينيين تحت صرح تعليمي واحد يوفر لهم الفرصة لتبادل ثقافاتهم وتعلم مهارات مختلفة باللغات الثلاثة العربية والإنجليزية والصينية.
وحول النظام التعليمي المطبق في المدرسة، تحدثت مديرة المدرسة فاطمة البستكي لوكالة الأنباء الإماراتية قائلة: "إن نظام التعليم المتبع في المدرسة ثلاثي اللغة للطلبة الإماراتيين وكذلك الصينيين الذين يشكلون نحو 5 في المئة من إجمالي طلبة المدرسة".
وأشارت إلى أن عدد الطلبة في سبتمبر المقبل سيصل إلى 870 طالبا وطالبة، وأعربت عن فخرها بطلبة المدرسة الإماراتيين الذين حققوا تفوقا في امتحان الكفاءة اللغوية للغة الصينية الدولي الذي يتم عقده بالتعاون مع معهد كونفوشيوس التعليمي - هانبان- بكين، بهدف تقييم وتحديد كفاءة الطلبة اللغوية باللغة الصينية بعد دراستهم لها في مدرسة حمدان بن زايد، ومقارنتها بمستويات الطلبة الذين يتعلمون الصينية على مستوى العالم.
وأضافت: "تم افتتاح المدرسة في عام 2006، وهي تدرج مرحلة تعليمية سنويا. سيشهد العام الدراسي المقبل افتتاح الصف الـ11".
وأكدت على أن المدرسة بصدد افتتاح الصف الثاني عشر لطلبة الثانوية العامة حيث سيتخرج منها أول دفعة في العام الدراسي 2019 – 2020 لتتوالى الدفعات الطلابية سنويا حيث سيتوجه الطلبة المواطنون من خريجي المدرسة نحو الجامعات الصينية المرموقة بهدف استكمال دراستهم في تخصصات مختلفة.
من جانبهم، أشار المعلمون من الجنسية الصينية في المدرسة إلى اهتمامهم بتعزيز الهوية الإماراتية لدى الطلبة الإماراتيين إلى جانب اهتمامهم بتعريفهم بالثقافة الصينية ومشاركتهم بالمناسبات الوطنية الإماراتية وكذلك الاحتفال بالمناسبات الصينية.