دارت عجلة السينما الليبية في مهرجان الشاشة العربية المستقلة للأفلام التسجيلية والقصيرة بدورته الثالثة المقامة حاليا في بنغازي مهد الثورة، الذي ترعاه "سينما الفيل" وتختتم أعماله السبت.
وكان الحراك الثقافي ممنوعا في عهد العقيد الراحل معمر القذافي، لكنه عاد بعد "ثورة 17 فبراير"، وبإصرار من قبل مؤسس ومدير المهرجان محمد مخلوف الذي "حقق حلمه بتنظيم هذا المهرجان في ليبيا"، حسبما قال لـ"سكاي نيوز عربية".
وأوضح مخلوف، المخرج والمنتج أيضا: "كنت منفيا في بريطانيا بسبب آرائي المعارضة لنظام القذافي، وعدت لأنظم هذا المهرجان كي تتاح الفرصة لشباب البلد لعرض أفلامهم وهواجسهم وإحباطاتهم والتعبير للمرة الأولى بحرية".
وتشارك في المهرجان أفلام ليبية وعربية وثقت معظمها التاريخ وسجلت تفاصيل مجتمعات الشعوب العربية وأحداثها، وكان الإلهام الأول لهذه الأفلام في معظمها أحداث ما سمي "الربيع العربي" الذي بدأ في تونس ومر بمصر وليبيا وسوريا واليمن.
وينظم في المهرجان الذي تختتم فعالياته السبت، ورش عمل وحصص تدريبية، لتدريب الهواة والمهتمين بالسينما على أصولها وأدواتها.
وقال خالد منصور أحد المشاركين في المهرجان بفيلم تسجيلي: "حاولت أن أنقل في فيلمي المعاناة والمأساة التي تعرض لها النازحين الذين فروا من مناطقهم إلى مخيم منطقة سلوق".
وأضاف أنه: "لم تكن لديّ الخبرة في العمل السينمائي أو التسجيلي، لكني أحببت المشاركة والمحاولة لفتح خط حر أتكلم عبره عن آرائي بكل عفوية وصدق ودون خوف".
من جهتها عبرت إحدى الفتيات الحاضرات في المهرجان عن سعادتها لمشاهدة أفلام صنعت بأيدي أبناء وطنها.
وقالت: "أحببت الأفلام كثيرا، أخرجونا من مزاج الحرب والعداء. خلعنا زينا الثوري وارتدينا أجمل ما عندنا لحضور المهرجان الثقافي الأول في بنغازي وفي ليبيا ككل".
يذكر أن الدورة الأولى من المهرجان كانت في لندن عام 1999، والثانية أقيمت في الدوحة عام 2001.