يجتمع ألمع نجوم هوليوود سنوياً في حفل جوائز "الأوسكار"، تلك الفعالية التي تحتفي بأبرز الإنجازات في عالم السينما، وتمثّل منصةً يستعرض من خلالها بعض الفائزين آراء اسياسية ومواقف من القضايا الإنسانية العالمية.

استعرض موقع "واشنطن بوست" قائمةً بأبرز المواقف السياسية والإنسانية التي سجلت في حفل "الأوسكار" على مرّ السنوات الماضية:

أقيم حفل توزيع جوائز الأوسكار سنة 1942، وخلاله ظهر الممثل دونالد كريسب، الفائز بجائزة أفضل ممثل مساعد عن فيلم How Green Was My Valley، وهو يرتدي الزي العسكري، في إشارة إلى الهجوم الياباني على "بيرل هاربر".

وفي حفل العام التالي، وبينما كانت الحرب العالمية مستعرةً، صنعت تماثيل جوائز "الأوسكار"، والتي يتم طلاؤها اليوم بالذهب عيار 24 قيراط، من مادة البلاستيك، وذلك للنقص الكبير في المعادن آنذاك.

وقرأ دونالد كريسب في ذات الحفل، رسالةً من الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت تضمنت: "في زمن الحرب، تلعب الصور المتحركة دوراً مهماً في النضال من أجل الحرية واستمرارية الديموقراطية، شأنها بذلك شأن المبادرات الإنسانية الأخرى".

وحقق سيدني بواتييه إنجازاً تاريخياً في مسيرة "الأوسكار"، حيث كان أول ممثل من أصول إفريقية، يفوز بجائزة أفضل ممثل عن دوره بفيلم Lilies of the Field، سنة 1964، وهو ما اعتبر انتصاراً للحركات المناهضة للتمييز العرقي.

وصادف توقيت حفل "الأوسكار" في عام 1968، أن يأتي بعد مرور أيام قليلة على اغتيال مارتن لوثر كينغ، الأمر الذي دفع أربعة ممثلين من أصول إفريقية، وهم سيدني بواتييه وديهان كارول وسامي ديفيس ولويس آرمسترونغ، لرفض حضور الحفل، ما جعل القائمين على الفعالية يؤجلونها ليومين، كي يحضر هؤلاء النجوم.
     
واحتجاجاً على سوء تصوير الأميركيين الأصليين في الأعمال السينمائية والتلفزيونية، رفض الممثل والمخرج والناشط مارلون براندو، قبول جائزة أفضل ممثل عن فيلم The Godfather، وذلك في حفل "الأوسكار" سنة 1973.

واستغلت سوزان ساراندون وتيم روبنز، فرصة ظهورهما على خشبة المسرح الخاصة بحفل "الأوسكار" سنة 1993، ليتحدثا عن محنة اللاجئين الهايتيين، وذلك احتجاجاً على احتجاز لاجئين، للاشتباه في حمله لفيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز".

ومثّل حفل "الأوسكار" سنة 2002، نقطة مهمة في مسيرة الفنانة هالي بيري، حيث فازت بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم Monster’s Ball، لتصبح بهذا اللقب، أول ممثلة أميركية من أصول إفريقية، تفوز بتلك الجائزة. وقد عبرت بيري عن سعادتها بذلك الانتصار، معتبرةً إياه محطةً تاريخيةً في حياة النساء ذوات البشرة السمراء.

وخلال كلمته بحفل "الأوسكار" سنة 2003، عبّر المخرج مايكل مور، الفائز بجائرة أفضل فيلم وثائقي وهو Bowling for Columbine، عن رفضه للحرب في العراق، وذلك بكلمة قال فيها: "إننا ضد هذه الحرب، عليك أن تخجل من نفسك أيها الرئيس جورج بوش".

وقدم الممثل والمغني غاريد ليتو، الفائز بجائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره بفيلم Dallas Buyers Club ، خلال حفل "الأوسكار" سنة 2014، تحيةً لكل الأوكرانيين والفنزويليين قائلاً: "لجميع الحالمين في العالم بأماكن كأوكرانيا وفنزويلا، نضالكم يحقق الأحلام، ويحوّل المستحيل لحقيقة".
 
ودعت باتريسيا أركويت في حفل العام 2015، والذي فازت خلاله بجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم Boyhood، إلى المساواة بين الرجل والمرأة في الأجور.

وتناول كل من ليوناردو دي كابريو وأليخاندرو غونزاليس إيناريتو، الفائزين بجائزتي أفضل ممثل ومخرج عن فيلم The Revenant، في حفل عام 2016، قضايا التغيّر المناخي والتمييز العنصري.   

وشهد حفل "الأوسكار" في العام الماضي، تسجيل عدد من المواقف السياسية والإنسانية للفائزين بالجوائز، فقد أهدى المخرج عزرا إيدلمن جائزة أفضل وثائقي عن فيلم O.J.: Made in America لضحايا عنف قوات الشرطة والجرائم ذات الدوافع العنصرية.


كذلك احتج المخرج الإيراني أصغر فرهادي، الفائز بجائزة أفضل فيلم أجنبي وهو The Salesman، على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحظر السفر على رعايا سبعة دول شرق أوسطية ومنها إيران، موجهاً رسالةً تلتها المهندسة الأميركية ذات الأصول الإيرانية، أنوشة أنصاري، قال فيها: "يرجع غيابي عن الحفل لعدم احترام الحقوق الإنسانية لشعبي، وشعوب ست دول أخرى، عبر القرار الظالم الذي يمنع دخول رعايا ومهاجرين من دول معينة للولايات المتحدة".


واعتراضاً على فكرة تشييد جدار على طول الحدود "الأميركية – المكسيكية"، قال الممثل المكسيكي غايل غارسيا بيرنال: "على لسان جميع المكسيكيين والأميركيين من أصول لاتينية والعمال المهاجرين والإنسانية جمعاء، نرفض بشكل قاطع بناء أي جدار يفصلنا".