"انجايات".. اسم يطلقه سكان موريتانيا على النساء اللواتي يمتهن بيع السمك في أسواق العاصمة، نواكشوط.

وتنطلق النسوة قبل طلوع الفجر في رحلة يومية شاقة إلى شاطئ المحيط الأطلسي بنواكشوط من أجل جلب السمك والعودة به إلى الأسواق للبيع.

رحلة تمر بمحطات عدة، قبل أن تصل السيدات إلى الشاطئ، فمعظم النسوة ينحدرن من الأحياء الفقيرة في ضواح العاصمة.

وتعود "انجايات" مع طلوع الشمس إلى الأسواق محملات بالأسماك، لتبدأ قصة البيع، حيث ترص البائعات سلعهن على مناضد من الخشب.

تحديات كبيرة تواجهها البائعات، إلا أنها تزداد صعوبة بفعل العزلة المادية. ففي الغالب تكون السوق مكتظة، لدرجة أن بائعات الأسماك لا يجدن أي منفذ رسمي لعرض بضائعهن، مما يضطرهن إلى الوقوف في الشارع .

وتلجأ بعض النساء إلى بيع السلع في أسواق أصغر حجما قريبة من منازلهن، حيث يقل عدد المشترين ومعه تنخفض أسعار الشراء.

ظروف الفقر وضغط الحاجة الملحة هي ما يدفع غالبية "انجايات" إلى مزاولة مهنة بيع السمك، فأغلبهن هن من النساء المطلقات والأرامل.

ويرجع  الخبراء إلى أن ولوج المرأة للمهن الصعبة كهذه، لأسباب كثيرة من أبرزها ظاهرة الطلاق التي باتت تتفاقم بشكل كبير في موريتانيا خلال السنوات الأخيرة.

وفي الغالب، يغادر الرجل بيته تاركا خلفه أطفالا، لتجد المرأة نفسها مجبرة على العمل من أجل تربيتهم.

ورغم تواضع المردودية المادية ونظرة المجتمع، تواصل النساء البحر في موريتانيا الغوص في معترك الحياة من أجل صيد لقمة العيش وإعالة أسرهن، كما يمثل بديلا للتسول الذي أصبح منتشرا بشكل كبير داخل العاصمة الموريتانية نواكشوط.