في غرفة صغيرة تعلق على جدرانها عشرات الشهادات واللوحات يجلس الرسام السوري المعمر ناجي عبيد يتحدث عن حياته التي تداخل فيها الفن والحرب، حيث عمل جنديا ورساما.
فعندما كان عمره 25 عاما بدأ عبيد يرسم لوحات جوية كانت تستخدم لأغراض عسكرية، وهنا بدأ يعّلم الرسم لرفاقه في الجيش.
وهذا ما يفسر عدد اللوحات لسياسيين ورؤساء بعضهم طلب منه شخصيا أن يرسمهم، بينما أرسل آخرون له أشخاصا يطلبون ذلك.
ويعتز عبيد "99 عاما" بامتلاكه لوحات لشخصيات أصبحت من التاريخ، منها لوحات للملك فيصل ملك سوريا الراحل وللشريف حسين مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية، ووزير الحربية إبان الانتداب الفرنسي يوسف العظمة، وغيرهم، وكلها موجودة حاليا في متحف المهاجرين بدمشق.
ورسم عبيد أكثر من 4 آلاف لوحة ولايزال يمارس الرسم رغم ملازمته لبيته منذ 3 سنوات كونه لم يعد قادرا على الحركة بسبب إصابته بسرطان الرئة. ويقول إنه يستخدم بعض العناصر من الطبيعة مثل التربة وقشر البيض موضحا أن ألوان الطبيعة لا تتلاشى.
ويملك عبيد متجرا في التكية السليمانية بدمشق وكان يبيع أعدادا كبيرة من اللوحات حيث كانت الحركة السياحية قبل الحرب جيدة في سوريا، أما الآن بسبب المعارك فقد أصحبت الحركة نادرة، وهو بالكاد قادر على دفع ثمن أدويته بينما تتولى زوجته الاهتمام بعملية البيع.