تستعد المركبة الفضائية الأميركية "كاسيني" للغوص مرة أخيرة، الجمعة، في غلاف كوكب زحل الجوي، في ختام مهمة استمرت 13 عاما، أحدثت ثورة في المعلومات المتوافرة عن الكوكب الغازي العملاق.

ومع دورانها 300 مرة تقريبا حول زحل، قامت "كاسيني" بجمع صور قد لا نرى سواها لبضعة عقود، وباكتشافات مهمة منها بحر الميثان السائل على مدار أكبر قمر طبيعي له، ووجود محيط شاسع للمياه المالحة تحت سطح إنسيلادوس المتجمد وهو وقمر صغير لزحل.

وكشفت البيانات التي جمعتها "كاسيني" خلال مرور غيمة من البخار في قطب إنسيلادوس الجنوبي، وجود الهيدروجين المنبثق من تشققات على طبقة الجليد. وهذا الهيدروجين دليل على وجود نشاط مائي حراري يسمح بقيام الحياة مثلما أوضح علماء عند إعلان الاكتشاف في أبريل الماضي.

زحل.. "النظرة الأخيرة"
1+
1 / 5
للمرة الأولى نتمكن من مشاهدة زحل، بفضل مركبة الفضاء كاسيني
2 / 5
زحل الكوكب السادس اعتبره الإغريق إلها للزراعة
3 / 5
أعطت كاسيني معلومات عن التركيب ثلاثي الأبعاد لحلقات زحل
4 / 5
ورصدت إعصارا هائلا في الغلاف الجوي
5 / 5
أحد أقمار زحل.. وتظهر الصورة محيطا من المياه المالحة

 وقد باشر المسبار الذي أطلق عام 1997 ويحمل 12 جهازا، في 22 أبريل الماضي، أول مناورة للغوص في غلاف زحل الجوي في 15 سبتمبر.

ولتحقيق ذلك اقتربت "كاسيني" من تيتان، أكبر أقمار زحل، بفضل قوة الجاذبية ونزلت تحت حلقات الكوكب وطبقته من الغيوم. وتمكنت للمرة الأولى من استكشاف هذه المساحة الفارغة الممتدة على 2700 كيلومتر.

وستدخل "كاسيني" مع هوائياتها الموجهة إلى الأرض غلاف زحل الجوي عند الساعة 10:31 ت. غ، وبعد دقيقة على ذلك ستتوقف الاتصالات، لتبدأ المركبة بالتفكك وفق ما تتوقع ناسا. وستلتقط الإشارة الأخيرة عند الساعة 11:55 ت. غ.

ومن أجل تجنب الاحتمال غير المرجح لاصطدام "كاسيني" يوما ما بأحد القمرين، اختارت ناسا التخلص من المركبة الفضائية بأمان في الغلاف الجوي لزحل.