لا تزال الحضارة الفرعونية القديمة في مصر تكشف عن أسرارها، وتفاجؤنا يوما بعد يوم بما تكتنزه من تفاصيل تعود إلى عشرات القرون، لتترك بصماتها على صفحات الحاضر.

فقد اكتشف علماء آثار مختصون بدراسة الكتابة على الجدران، تعليقات للسياح منحوتة على أحجار داخل قبر الملك رمسيس السادس، يعود تاريخها إلى ألفي سنة على الأقل.

وحفر الزوار على بعض الأحجار الأثرية التي يحتضنها وادي الملوك، عبارات مثل: "قمت بزيارة المكان وأحببت كل ما فيه، خصوصا التابوت"، و"أنا معجب"، و"لا أستطيع قراءة الهيروغليفية".

ويؤكد هذا الكشف، الذي توصل إليه علماء من جامعة وارسو في بولندا، أن هذه الأماكن كانت مناطق جذب سياحي منذ مئات القرون، وكانت موضع اهتمام وإعجاب من السياح، ومكانا يدونون فيه انطباعاتهم.

وعلى الرغم من أن البعض ينظر إلى هذه الكتابات على الجدران من السياح تخريبا للمواقع التاريخية التي لا تقدر بثمن، فإن فريق العلماء البولندي يعتقد أنها ذات قيمة علمية عالية وتفتح نافذة جديدة على الماضي.

ويقول فريق العلماء إن اختيارهم لدراسة ما كتب على قبر رمسيس السادس، الذي حكم من 1145 إلى 1137 قبل الميلاد، جاء بسبب العدد الكبير والمتنوع من الرسائل التي خطها السياح على جدرانه.

وعثر الخبراء على أكثر من ألف نقش على طول القبر، الذي يبلغ طوله (100 متر)، بلغات عدة، من بينها اليونانية واللاتينية.

ويعود العدد الأكبر من النقوش التي عثر عليها العلماء للفترة اليونانية الرومانية، أي في فترة غزو الإسكندر الأكبر مصر إلى حين تقسيم الإمبراطورية الرومانية في القرن الرابع الميلادي.

ويشير العلماء إلى أن السياح كانوا يتوافدون إلى وادي الملوك منذ ألفي سنة من مصر والدول المجاورة مثل سوريا، بالإضافة إلى أمكن أخرى مثل أثينا.