كشف تحقيق لصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية كيف أن شركة أدوية كبرى من جنوب أفريقيا طرحت تدمير أدوية لا بديل لها لمرضى السرطان في أوروبا، إذا لم ترفع السلطات الصحية سعرها بنسبة تفوق 4000 في المائة.

وضمن تحقيق العام الماضي للصحيفة في قضية احتكار أدوية لأمراض سرطانية من جانب شركة "أسبن فارماكير"، التي تتخذ من العاصمة الايرلندية دبلن مقرا لعملياتها الأوروبية عثرت الصحيفة على وثائق من بينها رسائل رسمية داخلية في الشركة استندت إليها في تقريرها.

وكانت الشركة الجنوب إفريقية قد اشترت حق تسويق مجموعة أدوية لأمراض سرطانية من شركة غلاكسوسميثكلاين البريطانية عام 2009، مقابل 273 مليون جنيه إسترليني، وضمن الصفقة امتلكت غلاكسو 16 في المائة من أسهم أسبن باعتها بعد ذلك بما يقارب الملياري جنيه إسترليني.

ومنذ 2012 بدأت أسبن في الضغط على السلطات الصحية في الدول الأوروبية لزيادة سعر الأدوية ـ التي لا توجد بدائل لها ـ رغم أن ترخيص انتاجها انتهى، مستخدمة في ذلك وسائل مثل حرمان بلد معين من الدواء حتى يوافق على زيادة الأسعار، مما أدى في أحيان عديدة إلى اختيار السلطات الصحية مرضى ليتم علاجهم بينما يترك آخرون بلا علاج.

وفي 2013 مثلا ارتفع سعر دواء بوسولفان، المستخدم لعلاج سرطان الدم (لوكيميا)، في بريطانيا من 5.2 جنيه إسترليني إلى 65.22 جنيه ـ أي بأكثر من 1100 في المائة.

وفي العام نفسه، ضغطت أسبن على السلطات الصحية في إيطاليا لرفع سعر مجموعة الأدوية تلك بنسبة تزيد عن 2100 في المائة، ومع عدم قدرة السلطات الصحية الإيطالية على رفع السعر بهذا الشكل في فترة 3 أشهر عملت الشركة على "تعطيش" السوق الإيطالي، وقررت بيع الكميات المخصصة لإيطاليا في إسبانيا.

وحين تعثرت مفاوضاتها على التسعير رد أحد المدراء في رسالة إلكترونية داخلية على استفسار من مقر الشركة بشأن "الكميات المخصصة لإسبانيا" بقوله إنه لا يمكن التصرف فيها لأن أسبن أوقفت الإمداد لإسبانيا لخلاف على الأسعار وأن "الخيار الوحيد هو تدمير المخزون".

وليست الشركة الجنوب إفريقية فريدة في هذا السياق، بل إن شركات كبرى أخرى ترفع أسعار أدوية لعلاج أمراض مزمنة مثل السرطان والأمراض الفيروسية بنسب تصل إلى عشرات الآلاف في المائة.