لطالما تم تحميل القوارض مسؤولية الأوبئة والحرائق وكثير من المصائب، مثل "الموت الأسود" أو الطاعون الأسود والحرائق الناجمة عن التماس الكهربائي.

والآن أضيفت إلى قائمة "مصائب القوارض" مصيبة أخرى أكبر حجماً وأكثر تأثيراً ليس على الإنسان فقط وإنما على الكوكب برمته.

أما المصيبة فهي التغير المناخي وما يرافقه من أضرار بيئية، والمتسبب "الحقيقي" فيها هو السنجاب بحسب دراسة علمية أميركية والقندس بحسب دراسة علمية كندية.

فقد وجدت الدراستان أن السناجب والقنادس التي تعيش في المناطق القطبية تساهم بشكل كبير في الدفء الحراري للأرض بصورة أكبر مما كان يعتقد سابقاً، بل إنها المساهم الأكبر في التغير المناخي.

وكشفت الدراسة الأولى، التي أجراها "مركز وودز هول" في ماساشوستيس، أن السناجب تسرع من انبعاث غازات الدفيئة وأول أكسيد الكربون من خلال إذابة الطبقة المتجلدة تحت الثلج والتي تساعد في الحفاظ على الحيوانات النافقة والغلاف النباتي تحت الأرض على مدى سنوات.

وتقوم السناجب بذلك بواسطة تدفئة التربة المتجمدة أثناء حفرها للأنفاق، الأمر الذي يسرع من إذابة الطبقة المتجلدة في التربة، وفقاً لما ذكرته صحيفة الاندبندنت البريطانية.

وتعمل فضلاتها وبولها على المساهمة بالعملية وتخصيب التربة، ما يعمل على إنعاش الميكروبات التي تنتج غاز الميثان من خلال تحلل الفضلات والمواد العضوية وبالتالي تنطلق إلى الجو.

أما الدراسة الثانية فكشفت أن القندس يلعب دوراً في زيادة التغير المناخي نظراً لأن السدود التي يقوم هذا الحيوان القارض ببنائها كملاذ له ينجم عنها برك وتجمعات مياه آسنة وضحلة، الأمر الذي يسمح للمادة البيولوجية بالترسب والتراكم في قعر النهر، وعند تحللها بواسطة الميكروبات، ينطلق عنها غاز الميثان في الجو.

وقدرت الدراسة، التي أجرتها جامعة ساسكاتشيوان في كندا، أن القنادس تنتج من غاز الميثان بشكل غير مباشر أكثر بنحو 200 مرة حالياً عما كانت تنتجه من الغاز عام 1900، عندما عمل صيدها بسبب فرائها في كل من أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا على تقليص عددها بشكل كبير جداً.

ويعتقد أن القنادس وما تبنيه من سدود مسؤولة الآن عن إنتاج ما يصل إلى 881 ألف طن من الميثان كل عام.