الاكتئاب مشكلةة عالمية تضاف إلى الأزمات الاقتصادية والحروب والكوارث الطبيعية. فبناء على أحدث التقارير الطبية، يصيب الاكتئاب أكثر من 350 مليون شخص من مختلف الأعمار حول العالم، ويحتل المرتبة الرابعة لأهم الأسباب المؤدية إلى الإعاقة والوفاة في سن مبكرة.
ويثير أحدث التقارير الطبية التي نشرتها دورية الطب النفسي السريري الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، كثيرا من القلق، بتصدر منطقة الشرق الأوسط قائمة الاكتئاب، خاصة مع وجود أكثر من 75% من الأفراد في البلدان النامية، ككل الذين لا يحصلون على العلاج الكافي لهذا المرض المزعج.
فالعاصمة السعودية الرياض التي شهدت ملتقى الاستشارات النفسية حديثا، ركزت على الاكتئاب باعتباره أزمة حقيقية، خاصة مع وجود دراسة حديثة تقول إن 7% من إجمالي سكان المنطقة بما فيها السعودية، يعانون الاكتئاب، وهذه نسبة تعتبر مؤرقة لاسيما مع وجود ارتباط وثيق بين الاكتئاب والأداء الوظيفي والاجتماعي.
ويضيع أكثر من مئتين وألف سنة من سنوات العمر بسبب الاكتئاب في السعودية، بغض النظر عن الفئة العمرية، ونحو 156 ألف سنة في سوريا، التي تعاني الآن أزمة حقيقة بسبب الحرب الدائرة هناك، والإمارات العربية المتحدة أيضا، وفق الدراسة ستفقد نحو 39 ألف سنة، مقابل 37 سنة ضائعة من العمر في لبنان، أما المرتبة الأولى فكانت من نصيب مصر، التي ستفقد أكثر من نصف مليون سنة.
وأشارت الدراسة الحديثة إلى وجود ارتباط وثيق بين الاضطرابات الحياتية والمكتئبين، سواء أكان ذلك في العمل أم المدرسة ومحيط الأسرة والعلاقات الاجتماعية، إذ تتأثر العلاقات الاجتماعية والوظيفية بشكل واضح.
والجدير بالذكر أن الصحةَ النفسية تعد من أكثر القضايا المهملة في بلدان الشرق الأوسط، ولعامل الخجل والخوف من المجتمع دور كبير في الإفصاح عن هذه المشكلة.