أظهرت دراسة طبية نشرت حديثاً ارتفاعاً ملحوظاً في نسب الشفاء من مرض سرطان الدم الحاد "لوكيميا" بين اليافعين.
ورغم أن الدراسة تركز على نسب شفاء تتعلق بالمملكة المتحدة، فقد تكون مؤشراً على ارتفاعها بدول أخرى، لا سيما المتقدمة منها.
ففي دول ما يعرف بالعالم الثالث، ومنها دول عربية، حيث الإحصاءات والدراسات شحيحة، يصعب التحقق من دقة أي أرقام تجد طريقها إلى النشر، بالرغم من ظهور بيانات دورية من بعض منظمات الصحة الدولية، وكذلك تقدم الرعاية الصحية في عدد من الدول ومنها دول في منطقة الخليج العربي.
ويعد سرطان الثدي الأكثر انتشاراً في الدول العربية يليه سرطان الكبد والرئة والمثانة.
وبينما تبلغ نسب الشفاء من السرطان عالميا 66 في المائة، فإنها بحسب وزير التعليم العالي المصري السابق المختص بعلوم الأورام الدكتور حسن خالد تبلع عربيا 50 في المائة فقط.
أما سرطان الدم المعروف باللوكيميا فينتشر بدرجة كبيرة بين الشباب والأطفال.
وتنقسم اللوكيميا بين الحادة، وهي الأكثر إصابة في السن الصغيرة ونسب الشفاء فيها أكبر لو تم العلاج فيها بسرعة ومبكراً، وسرطان الدم المزمن، وهو أكثر انتشاراً لدى الكبار، ويستطيع صاحبه أن يعيش به فترة أطول من المصاب بسرطان الدم الحاد.
ونسبة الإصابة بالمرض في سوريا ولبنان، على سبيل المثال، أعلى من مصر؛ لكنها نسبة مقدرة لكل 100 ألف، ولأن أعداد السكان في مصر أعلى بكثير من سوريا ولبنان، فمن المؤكد أن أعداد مرضى السرطان داخل مصر أعلى من بقية البلاد العربية.
في الأردن مثلا، يعد مرض السرطان ثاني أكبر مسبب للموت بعد أمراض القلب.
ففي عام 2008، بلغ إجمالي عدد حالات السرطان الجديدة التي تم تسجيلها من قبل السجل الوطني للسرطان 6214 حالة. في العام نفسه، كان عدد المرضى الذكور من الأردنيين 2274، أي ما نسيته 49.3 في المائة، مقابل 2332 إناث (50.7 في المائة)، وذلك من مجموع الحالات الإجمالي البالغ 4606 لدى الأردنيين.
وكان ترتيب أنواع السرطان الخمسة الأكثر شيوعاً سرطان الثدي، القولون والمستقيم، الرئة، الغدد اللمفاوية، واللوكيميا. وبلغت نسبة انتشار المرض الإجمالية بين الأردنيين 67.1 لكل 100 ألف نسمة، منها 63.9 ذكور و70.5 إناث.
وبالنسبة لسرطان الأطفال، من عمر 0 إلى 14 عاماً، فقد تم تشخيص 232 حالة جديدة، تركزت بالدرجة الأولى في سرطان الدم (اللوكيميا)، الغدد اللمفاوية، الدماغ، الجهاز العصبي المركزي (CNS).
وقد شكل اللوكيميا أكثر الحالات شيوعاً لدى الأطفال، إذ تم تسجيل 69 حالة أي ما نسبته 29.7 في المائة من إجمالي حالات سرطان الأطفال.
ويعتبر سرطان الثدي الأكثر شيوعاً لدى الإناث، مشكلاً ما نسبته 35.3 في المائة من إجمالي حالات السرطان لديهن.
أما عند الذكور فإن سرطان القولون والمستقيم هو الأكثر شيوعاً، إذ يشكل ما نسبته 14.5 في المائة، من إجمالي حالات السرطان لديهم.
وبالعودة للبحوث التي أجراها معهد لندن للصحة والطب الاستوائي بالاشتراك مع المركز البريطاني لبحوث السرطان ومركز لورا كرين لسرطان اليافعين، فقد أشارت إلى تصاعد نسبة الشفاء بين الشباب ممن هم بين 15 و24 عاماً، الذين شخصت لديهم حالات سرطان الدم النخاعي الحاد، لتصل في عام 2006 إلى 48 في المائة.
ولا تشير الدراسة إلى النسب التي سجلت بعد هذا العام، لكن هذه النسبة تزيد عما كانت عليه الحال في 1975، حينما وصلت إلى 8 في المائة فقط، بحسب الدراسة.
وخلص البحث الذي نشر في النشرة البريطانية لأمراض الدم إلى نمو في عدد حالات الشفاء بين الأكبر سناً ممن هم في الخمسينيات من العمر أيضاً.
بيد أن نسبة الشفاء بين المصابين الذين تجاوزوا هذه السن ما زالت قليلة، ولم تتجاوز 13 في المائة بين من هم بين الستين والتاسعة والستين، كما تنخفض بين من تجاوزوا السبعين.
وتأخذ الدراسة في الاعتبار نسبة الناجين من السرطان من فئات عمرية تتوافق مع متوسط العمر المتوقع لعامة السكان، فضلاً عن أعمارهم وجنسهم. لكن العلاج قد يؤدي إلى أعراض جانبية طويلة الأجل.
ويصاب نحو 2500 شخص بسرطان الدم النخاعي الحاد في المملكة المتحدة. وتزداد احتمالات الإصابة مع التقدم في السن، بحيث ترتفع بين من هم أكبر من 65 عاماً.
أما التوقعات المتفائلة بالنسبة لليافعين، فهي لأنهم يصابون بنوع من سرطانات الدم يتجاوب بصورة أسهل مع العلاج الكيماوي. كما يمكن إعطائهم جرعات أكبر من العلاج، ويمكن التعامل مع الأعراض الجانبية ذات المدى القصير لديهم بصورة أكثر فاعلية.