عندما يبلغ الرضيع عمر الستة أشهر، يصبح مستعدا لأول تجربة غذائية في حياته، وهي لحظة لا تُنسى بالنسبة للأمهات. لكن السؤال الأهم الذي يطرحه الأهل هو: ما هو الغذاء الأنسب للرضيع في هذه المرحلة؟

وشدد محمد سليمان، رئيس قسم العناية المركزة لحديثي الولادة في مستشفى الزهراء بدبي، على أهمية تحقيق توازن بين النصائح الطبية والفطرة الأبوية، قائلًا: "لا شيء يفوق غريزة الأم والأب، فهما لديهما البرنامج الفطري لرعاية أطفالهما، لكن مع التوجيه الطبي عند الحاجة".

بين الصح والخطأ.. ما هو الأنسب لغذاء الرضيع؟

متى يبدأ الطفل بتناول الطعام الصلب؟

وفقا للتوصيات الطبية، فإن الرضيع يحتاج خلال الأشهر الستة الأولى إلى الحليب فقط، سواء كان طبيعيا أو صناعيا متوازنا بالعناصر الغذائية. بعد ذلك، يمكن إدخال الأطعمة الصلبة تدريجيا، حيث يؤكد الدكتور سليمان: "البطاطا الحلوة المهروسة والأفوكادو خيارات بسيطة لكنها قد تكون تحديا للطفل، فقد يقبلها أو يرفضها، والأمر يعتمد على طريقة تقديم الأم".

تأثير التغذية على النمو

التغذية في أول سنتين من عمر الطفل ضرورية لتطور المخ والجهاز المناعي والبصري، حيث يصف الدكتور سليمان هذه الفترة قائلا: "تأثير الطعام على الوظائف الحيوية للرضيع غير طبيعي، فنحن لا نتحدث فقط عن تطور خلايا المخ، بل أيضا عن الإدراك، وقوة البصر، والمهارات الحسية". لذلك، من المهم أن يحصل الطفل على الدهون الصحية مثل أحماض أوميغا 3 وأوميغا 6 التي تدعم تطور الدماغ.

أطعمة ممنوعة للرضع

رغم الفوائد العديدة لبعض الأطعمة، هناك أغذية يمنع تقديمها للأطفال قبل عمر السنة، وأبرزها العسل. ويوضح الدكتور سليمان أن السبب يعود إلى احتمال احتوائه على نوع معين من البكتيريا قد يسبب التسمم الغذائي، قائلا: "العسل ممنوع تمامًا للأطفال أقل من سنة، وهذا ليس رأيًا، بل توصية عالمية من المنظمات الصحية".

أخبار ذات صلة

تحذير: ما تأكله الأمهات قد ينعكس على الأطفال قبل أن يولدوا
متى تقدم الأطعمة الصلبة للطفل الرضيع؟.. خبراء يجيبون

نصائح للأمهات الجدد

رحلة تغذية الرضيع ليست مجرد تقديم الطعام، بل هي تجربة تحتاج إلى الحب والصبر. ويوصي الدكتور سليمان الأمهات بالاعتماد على إحساسهن الفطري إلى جانب الإرشادات الطبية، قائلًا: "التوازن هو الحل، لا يجب أن تفقد الأم ثقتها بنفسها بسبب كثرة النصائح، لكن في الوقت ذاته، استشارة الطبيب ضرورية عند الحاجة".

بهذه الإرشادات، يمكن للأمهات اتخاذ قرارات واعية حول تغذية أطفالهن، مع ضمان حصولهم على بداية صحية لحياتهم الغذائية.