مع اقتراب يوم انتخابات الرئاسة الأميركية، يتزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي كأداة رئيسية في الحملات الانتخابية لأغراض عدة.
لكن مسؤولين حكوميين أميركيين حذروا مؤخرا من الاعتماد على "روبوتات الدردشة" التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، للحصول على معلومات تتعلق بالعملية الانتخابية بشكل عام.
وفي تنبيه للناخبين، قال مكتب المدعي العام في نيويورك ليتيتيا جيمس إنه اختبر "روبوتات دردشة متعددة تعمل بالذكاء الاصطناعي من خلال طرح أسئلة نموذجية حول التصويت"، ووجد أنها "قدمت معلومات غير دقيقة في كثير من الأحيان ردا على ذلك".
وستشهد الولايات المتحدة واحدة من أكثر الانتخابات تنافسية في تاريخها، إذ يتقاسم المرشحان الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب الحظوظ بشكل شبه متساو.
وقال مكتب جيمس، الجمعة: "سكان نيويورك الذين يعتمدون على روبوتات الدردشة بدلا من المصادر الحكومية الرسمية للإجابة على أسئلتهم حول التصويت يخاطرون بتلقي معلومات مضللة، وقد يفقدون حتى فرصتهم في التصويت بسبب المعلومات غير الدقيقة".
مخاوف من التضليل
وشهد عام 2024 انتخابات في أنحاء متفرقة من العالم تؤثر على أكثر من 4 مليارات شخص في عشرات الدول، وأدى رواج المحتوى المتعلق بهذه الاقتراعات الناتج عن الذكاء الاصطناعي إلى مخاوف بشأن المعلومات المضللة.
ووفقا لبيانات حصلت عليها شبكة "سي إن بي سي" الإخبارية الأميركية من شركة "كلاريتي"، وهي شركة تعنى بمراقبة نتاج الذكاء الاصطناعي، زاد عدد مقاطع الفيديو المزيفة بنسبة 900 بالمئة على أساس سنوي خلال عام 2024.
ويقول مسؤولون استخباراتيون أميركيون إن بعض هذه المقاطع أنشأتها أو مولتها أطراف روسية "تسعى إلى تعطيل الانتخابات الأميركية".
ويشعر المشرعون الأميركيون بالقلق من المعلومات المضللة في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي انفجر أواخر عام 2022 مع إطلاق "تشات جي بي تي"، إلا أنه يمكن أن يبث معلومات غير دقيقة وغير موثوقة.
هلوسة الروبوتات
وقالت الرئيسة التنفيذية لمركز الديمقراطية والتكنولوجيا ألكسندرا ريف جيفنز لشبكة "سي إن بي سي": "لا ينبغي للناخبين بشكل قاطع أن يتطلعوا إلى روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي للحصول على معلومات حول التصويت أو الانتخابات، فهناك الكثير من المخاوف بشأن الدقة والاكتمال".
وتابعت: "أظهرت دراسة تلو الأخرى أمثلة على روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي التي تهلوس بمعلومات حول أماكن الاقتراع، وإمكانية الوصول إلى الصناديق، والطرق المسموح بها للإدلاء بصوتك".
وفي دراسة أجريت في يوليو الماضي، وجد مركز الديمقراطية والتكنولوجيا أنه في الاستجابة لـ77 استفسارا مختلفا متعلقا بالانتخابات، تضمنت أكثر من ثلث الإجابات التي قدمتها روبوتات الدردشة معلومات غير صحيحة.
واختبرت الدراسة روبوتات الدردشة من شركات "أوبن إيه آي"، و"غوغل"، و"ميتا"، و"ميسترال"، و"أنثروبيك".
قال متحدث باسم "أنثروبيك": "نتفق مع المدعي العام في نيويورك على أن الناخبين يجب أن يستشيروا القنوات الرسمية لفهم أين ومتى وكيف يصوتون، وبالنسبة لمعلومات محددة عن الانتخابات والتصويت نوجه المستخدمين إلى المصادر الموثوقة، لأن كلود (نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بالشركة) ليس مدربا بما يكفي لتقديم معلومات في الوقت الفعلي حول انتخابات محددة".
كما قالت "أوبن إيه آي" في بيان: "بدءا من 5 نوفمبر، سيرى الأشخاص الذين يسألون شات جي بي تي عن نتائج الانتخابات رسالة تشجعهم على التحقق من مصادر الأخبار مثل وكالات الأنباء أو مجلس الانتخابات المحلي أو الحكومي، للحصول على المعلومات الأكثر اكتمالا وحداثة".