ماذا نشرت على حسابك في مواقع التواصل الاجتماعي؟ إلى أين ستذهب بعد انتهاء دوامك؟ هذه أسئلة قد يطرحها بعض المديرين على موظفهم.
ويؤكد الخبراء أن مثل هؤلاء المديرين يتعاملون مع موظفيهم على أنهم ملكية شخصية لهم ويتدخلون في كل تفاصيلهم التي لا تقتصر على العمل فقط خبراء نفسيون قالوا إن ما يسمى بالإدارة التفصيلية تسبب للموظف الكثير من الأمراض والمشكلات النفسية التي تجعل حياته جحيماً.
ووفق الدراسة، يعد هذا النوع من المديرين الأكثر صعوبة وإرهاقاً لنفسه ولمن حوله ويرى الخبراء أنه يمكن تمييزه بمجموعة من السمات البارزة فمثلا، هذا النوع من المديرين يقف على رأس فريق العمل لمراقبة ما يعمل عليه كل فرد ويسأل باستمرار عن التحديثات وما وصلت إليه الأمور ولا يسمح لفريق العمل باتخاذ مبادراتهم الخاصة إضافة إلى ذلك، لا يكون المدير التفصيلي راضياً أبداً عن النتائج كما يركز على التفاصيل غير المهمة ويتدخل في التفاصيل الشخصية للموظفين معتبراً أنها ستؤثر على جودة العمل وطريقته.
بحسب دراسة مسحية أجرتها شركة المالكة لتطبيق التوظيف مونيستر فإن 73 بالمئة من الموظفين الذين يعملون في ظل الإدارة التفصيلية يعانون من الصداع و 68 بالمئة منهم يعانون من التعب و 55 بالمئة يعانون من مشاكل بالمعدة و 47 بالمئة يعانون مشاكل في النوم لكن هذه ليست كل الأثار، فهي مجرد أعراض لمجموعة من المشكلات النفسية.
ففي الجانب النفسي، تؤثر الإدارة التفصيلية على الصحة النفسية للعاملين مع مدير من هذا النوع وهو ما يبدو واضحاً في عدد من التأثيرات أهم أرتفاع مستويات التوتر لدى الموظفين وأكد الخبراء أنه يمكن أن يتطور التوتر المستمر لدى البعض إلى الإصابة بالاكتئاب والأرق ما يجعل من الصعب الحفاظ على توازن صحياً بين العمل والحياة.
في هذا السياق، يوضح خبير التنمية البشرية وإعداد القادة محمد ثائر عبد الحليم خلال مداخلته في برنامج "الصباح" على قناة سكاي نيوز عربية، أن علم النفس الذي يدرس الأنماط القيادية يشير إلى أن القيادة تبدأ بعد تجاوز مرحلة الإيغوسنتريك. هذه المرحلة تُعرف بحالة عقلية تتسم بالأنانية عند الأطفال وهي ضرورية لتلبية احتياجاتهم العاطفية والنفسية. عندما يدخل الفرد مرحلة المراهقة، التي تعد فترة انتقالية بين الطفولة والرشد والنضج، يبدأ ظهور سمات القيادة الحقيقية بعد اجتياز هذه الفترة الانتقالية.
- تبدا القيادة الفعلية، الممتزجة بالإدارة فعليًا بعد انتهاء فترة المراهقة وتظهر الصفات والأنماط الخاصة بالقائد الناضج.
- احتمالية وجود قادة تنقصهم الخبرة والوعي الكافي، والذين يميلون إلى اتخاذ قراراتهم بناءً على الانفعالات بدلاً من الحكمة والرزانة.
- يمتلك الإنسان مهارة فريدة في مراقبة الآخرين والتدقيق في تفاصيل حياتهم، وأيضًا براعة استثنائية في إثارة التوتر لدى الغير.
- يعكس السلوك القيادي بشكل دائم نوعية التفكير الداخلي للفرد، ذلك الجزء من التفكير الذي لا يكون مرئياً للآخرين حيث يعتبر الفرد أن هويته تتجسد في إنجازاته الشخصية.
- الانتقال من مرحلة الفخر بالإنجازات الشخصية إلى إدراك أن الإنجازات هي فقط جزء من تعريف النفس ينطوي على فهم عميق للفرق بين مَنْ يصنع الإنجاز ومَنْ يعرفه إنجازه.
- يتطور الفرد في مرحلة الفخر ليصبح شخصاً تٌعرف هويته بما يحققه ولكنه لا يدع هذا الإنجاز يحدد كيانه كاملاً.
- سواء كان المدير متسلطًا أم لا، يتعين علينا اختيار الأسلوب الذي نعيش به كموظفين وكأفراد في المجتمع.
- من المهم الإقرار بأن الأسلوب الذي يتبعه المدير في العمل لا ينفصل غالباً عن سلوكه مع أفراد أسرته في المنزل وفي جميع جوانب حياته الأخرى. وليس هذا مقتصرًا على بيئة العمل فقط، حيث أنهم يواجهون تحديات وضغوطات كبيرة بالفعل
- الموظفون الذين يتعرضون للتوتر نتيجة هذا المدير غالباً ما يعكسون سلوكياته دون إدراك منهم.
- أظهرت دراسة أجريت في منطقة الشرق الأوسط أن الموظفين يميلون إلى تفضيل نوع من المديرين المتدخلين.
- يعود الميل إلى هذا النوع من المديرين لتخفيف العبء عن الموظفين، حيث يتخذ القرارات ويتحمل المسؤوليات نيابةً عنهم ، إلا أنه قد يكون مرهقاً لهم بطرق أخرى.
- في المراحل الأولية من التوظيف، يتم إخضاع الى نوع متميز من الرقابة ليس للتضييق، بل بهدف تطويرهم كقادة مستقبلين.
- هناك فرق بين نمط سلوكي يتعلق بمنهجية التفكير والعقل الباطن وبين الأمراض النفسية. هذا الأمر ممكن أن يحدث لأي إنسان، ولكنه يختلف عن المرض النفسي.
- لحماية نفسك بشكل فعّال، من الضروري أن تتحمل مسؤولية سلامتك الشخصية. يجب عليك تحديد حدود واضحة لنفسك والالتزام بها بدقة. في حال تجاوزت هذه الحدود المهمة، يمكنك اتخاذ خطوات تصحيحية فورية لضمان تعزيز مستوى الأمان الخاص بك.