"سوبرمان" و"باتمان" وغيرهمh من الأبطال الخارقين، شخصيات افتراضية قدمها عالم القصص والفن والسينما، تعلقنا بها وأصبحت بالنسبة للبعض رموزا ملهمة.. اليوم ومع تطور التقنيات أصبحت الشخصيات الافتراضية شخصيات يقدمها الذكاء الاصطناعي.
كل شخصية لها ميزاتها الخاصة وشكلها وتكوينها الخاص بها، وكل شخصية لها متابعيها ومعجبيها لدرجة أننا نشهد اليوم تحضيرات لمسابقة ملكات جمال الذكاء الاصطناعي، ومن جهة أخرى هناك من اتخذ الروبوتات صديقا له، ومن تشات جي بي تي حبيبا!.
فهل الهوس بهذه الشخصيات الافتراضية هو سعي نحو المثالية؟ أم أننا نحب الشخصيات التي نكونها نحن ونستطيع السيطرة عليها؟ أم أن الأمر كله يتعلق فقط بالإبهار؟ أم هو طريقة تسويقية تدر الأموال؟
ليزا لي، فتاة من الصين تبلغ من العمر 33 عاما تواعد "دان" وهو إصدار من تشات جي بي تي قادر على كسر قواعد الحماية فهو يتكلم بلا حدود، ويقدم غزلا ومشاعر حب، ليزا ودان يتواعدان منذ أشهر ويتحدثان نصف ساعة كل يوم على أقل تقدير وذلك نقلا عن البي بي سي.
وكنزة ليلى، فتاة مغربية افتراضية شكلّتها شركة مغربية، فحظيت باهتمام كبير وتفاعل واسع وأصبحت من المؤثرين المشهورين عبر المنصات، وتشارك حياتها اليومية والموضة والجمال والتغذية والديكور، ولأنها لقيت رواجا كبيرا قررت الشركة أن تنشئ لها أخا وأختا، لنحصل بذلك على عائلة كاملة من شخصيات الذكاء الاصطناعي الافتراضية، ينشرون محتوياتهم ويتواصلون مع الناس.
الملفت بالأمر أن كل واحد منهم له شخصية مميزة تختلف عن شخصية الآخر، إذ أن مهدي شغوف بالتكنولوجيا والعاب الفيديو، بينما تحب زينة المغامرات والفورمولا ون.
ورغم فوائد الذكاء الاصطناعي الكبيرة، إلا أنه وفق مختصين، قد يخلط بين الحقيقة والواقع، ما يؤدي لآثار سلبية تؤثر على حياتنا بشكل عام، ولذلك ابتكر ما يسمى بـ"منظومة أخلاقيات الذكاء الاصطناعي"، في محاولة لمواجهة آثاره السلبية على المجتمع.
وفي هذا الإطار، يقول الخبير في تكنولوجيا المعلومات أيمن عيتاني، خلال لقائه مع برنامج "الصباح" على سكاي نيوز عربية:
- توفر وسائل التواصل الاجتماعي بيئة ملائمة لنشر المعلومات المغلوطة، حيث يعمد البعض إلى عرض حياة مثالية غير واقعية وخالية من العيوب.
- يُمكّننا الذكاء الاصطناعي من متابعة أفراد يعيشون حياة متميزة ومرسومة بعناية، سواء في جوانبها الظاهرية أو مضمونها.. إن هذا الأمر يندرج ضمن اهتماماتنا الأساسية ونرى ضرورة متابعته عن كثب.
- يتيح متابعة شخصيات افتراضية مبنية على تقنيات الذكاء الاصطناعي أبعادًا ترفيهية، بالإضافة إلى إمكانية مشاركة بعض الأحداث والمعلومات مع الأصدقاء.
- متابعة حياة شخصية افتراضية تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي تشبه في جوهرها متابعة قصص شخصيات الأفلام والمسلسلات. وعلى الرغم من إدراكنا أنهم يؤدون أدواراً فقط، إلا أننا نجد أنفسنا نعكس بعض جوانب حياتهم على واقعنا في بعض الأحيان.
- إن وجود شخصيات افتراضية تفاعلية، قادرة على التآنس وتبادل الحديث مع الأفراد، يساهم بشكل كبير في تقليل مستويات الضغط النفسي، كما أنها تمنح المستخدمين متعة التواصل وإثراء تجربة الحوار المشترك.
- رغم أن التواصل بين البالغين والشخصيات الافتراضية لا يشكل خطرا كبيرا على الحياة الاجتماعية والمهنية، فإنه يمثل مرحلة خطرة بالنسبة للجيل الصغير.
- قد يواجه الجيل الصغير صعوبة في التفاعل والتواصل مع الأطراف الطبيعية في مجالات العمل والحياة الشخصية والاجتماعية نتيجة للتعامل المستمر مع الشخصيات الافتراضية.
- بالامكان التواصل صوتيًا مع تشات جي بي تي لكن هذا التواصل مع التحسينات المستمرة، سيصبح أسرع وأكثر استجابة، مما يتيح تجربة تواصل أكثر طبيعية وفورية، وبالتالي، سيتمكن المستخدمون من الحديث بطريقة أقرب إلى الإنسان الطبيعي بفضل هذه التكنولوجيا المتقدمة.