غطت أضواء العاصفة الشمسية "الشديدة" التي ضربت الغلاف الجوي سماء عدد من الدول في النصف الشمالي من الأرض، في مشهد وصف بـ"النادر".
وقد حرص عدد من الأشخاص خاصة في أوروبا على التقاط صور وفيديوهات لتوثيق مشهد العروض الضوئية النادر في السماء، وهو الحدث الذي لم يسجل منذ سنة 2003.
وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو منتشرة على منصة "إكس" سماء عدد من الدول الأوروبية وقد حولتها أضواء الشمال أو ما يعرف أيضا بالشفق القطبي إلى اللون الزهري والبنفسجي والأخضر.
تعتبر الشمس السبب الرئيس في حدوث ظاهرة الشفق القطبي، حيث تقذف حقلا مغناطيسيا، خلال ما يعرف بـ "الانفجارات الشمسية" التي تتجه نحو الأرض عبر الرياح الشمسية، وعندما يصل هذا الحقل المغناطيسي إلى الغلاف الجوي لكوكب الأرض، فإنه يجد مقاومة شديدة تتسبب في إتلاف الرياح الشمسية وتبديدها.
وتؤدي هذه الظاهرة إلى توهج الجزء الخارجي من الغلاف الجوي فوق منطقتي القطبين الشمالي والجنوبي، وتظهر ألوان زاهية تغطي مساحات كبيرة في السماء.
وقد أدى انفجار كبير في قرص الشمس إلى إطلاق عاصفة مغناطيسية أرضية في الغلاف الجوي للأرض يوم الجمعة، حيث من الممكن أن تتداخل مع شبكات الكهرباء ونظم الاتصالات والملاحة، مع إمكانية استمرار تأثيرات العاصفة خلال نهاية الأسبوع وتأثيرها على المجال المغناطيسي لكوكب الأرض.
ماذا نعرف عن العاصفة الشمسية؟
- رصدت الوكالة الأميركية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي انفجارات على سطح الشمس يوم الأربعاء.
- اتجهت 5 من الانفجارات على الأقل في اتجاه الأرض، ووصل أولها إلى الغلاف الجوي للكوكب يوم الجمعة.
- ينحسر نشاط الشمس ويتدفق في دورة متجددة مدتها 11 عاما، ويقترب حاليا هذا النشاط من الحد الأقصى للطاقة الشمسية.
- لوحظت ثلاث عواصف مغناطيسية أرضية شديدة أخرى حتى الآن في دورة النشاط الحالية، التي بدأت في ديسمبر 2019، ولكن من غير المتوقع أن يتسبب أي منها في تأثيرات قوية بما يكفي على الأرض.
- من المتوقع حدوث المزيد من التوهجات والعواصف الشمسية. وفي الأسابيع المقبلة، قد تظهر البقع الشمسية مرة أخرى على الجانب الأيسر من الشمس.
العاصفة الأقوى منذ 2003
- كشفت الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي أن العاصفة هي الأكبر من نوعها منذ أكتوبر 2033.
- من المرجح أن تستمر اليوم وغدا مما يشكل مخاطر على خدمات منها أنظمة الملاحة وشبكات الكهرباء والملاحة عبر الأقمار الصناعية.
وتصنف الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي هذه العواصف على مقياس "G" من 1 إلى 5، حيث تكون G1 طفيفة وG5 شديدة. يمكن أن تتسبب العواصف الأكثر تطرفًا في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع وإلحاق أضرار بالبنية التحتية على الأرض.
وقد تم تصنيف العاصفة الحالية على أنها G4، أو "شديدة". وينتج عنها مجموعة من البقع الشمسية - وهي مناطق مظلمة وباردة على سطح الشمس - يبلغ قطرها حوالي 16 أضعاف قطر الأرض. تشتعل الكتلة وتطلق المواد المتفجرة كل ست إلى 12 ساعة، ويحدث النشاط الأخير حوالي الساعة 3 صباحًا بالتوقيت الشرقي من يوم الجمعة.
وحدثت أبرز عاصفة شمسية مسجلة في التاريخ في عام 1859. والمعروفة باسم حدث كارينغتون، واستمرت لمدة أسبوع تقريبًا، مما أدى إلى ظهور شفق امتد إلى هاواي وأميركا الوسطى وأثر على مئات الآلاف من الأميال من خطوط التلغراف.