التغذية والزراعة يؤثرانِ بشكل كبير على التغيرات المناخية، خصوصا إذا كانت الأطعمة من منتجات اللحوم أو من الأطعمة سريعة التحضير، فما علاقة نظم التغذية والزراعة في التغيرات المناخية ولماذا تساهم في زيادة الانبعاثات عالميا؟
أطعمة شهية اعتدنا عليها، لكنها تؤثرُ على مناخ كوكبنا، تَنتُجُ عن التغذية ملياراتُ الأمتار المكعَّبة من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري كل عام، وتمثل نحوَ ثلث إجمالي الانبعاثات العالمية.
منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة الفاو قالت إن النُّظمَ الغذائيةَ العالمية كانت مسؤولة عن 17 مليار طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون في عام 2019 أي ما يعادل 31 في المائة من انبعاثاتِ غازات الاحتباس الحراري.
وكذلك هي مسؤولة عن الانبعاثاتُ التي تسببها النظمُ العالمية تشمل الانبعاثاتِ المرتبطةَ بالزراعة واستغلال الأراضي وإنتاج المحاصيل وتربية المواشي واستهلاكِ الأسر للغِذاء، وما تُخلفُهُ من نُفاياتٍ بالإضافة إلى الطاقة المُستخدَمةِ في المزارع وإعداد الأغذية ونقل المواد الغذائية.
كما نتج عن قطاعات الزراعة وَفق الفاو 21 في المئة من إجمالي انبعاثاتِ ثاني أكسيد الكربون في العالم و53 في المائة من إجمالي انبعاثاتِ غاز الميثان و78 في المائة من إجمالي انبعاثاتِ أكسيد النيتروز على مستوى العالم.
أما عملياتُ الإنتاج الحيواني العالمية فتطلق أكثرَ من 14 في المئة من إجمالي انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
بينما تبقى تربيةُ المواشي مسؤولة عن 65 في المائة من تلك الانبعاثات ومعظمُها على هيئة غاز الميثان بالإضافة إلى تخزين المخلفات ومعالجة أعلاف الحيوانات.
ووَفقا للفاو فإن الأنشطةَ الداعمةَ للزراعة كإزالة الغاباتِ واستغلال الأراضي تُطلق أكثرَ من 3 مليارات طن من مُكافِئ ثاني أكسيد الكربون سنويا، وتقف إزالةُ الغابات وراء 8 في المئة من الانبعاثات الناتجةِ عن إنتاج الغذاء في البرازيل التي تُعدُّ أكبرَ مُصدِّري لحومِ الأبقار في العالم.
ووفق تقرير صادرٍ عن الأمم المتحدة عام 2021 فإن تجفيفَ أو حرقَ الأراضي لأغراض زراعية مسؤول عن نحو خمسة في المئة من الانبعاثات العالمية.
فيما تقول الأمم المتحدة إنه يتمُّ إهدارُ نحوِ ثلثِ الأغذية المزروعة في العالم، 13 في المئة منها في مرحلة الحصاد والبيع بالتجزئة، و17 في المئة منها في المنازل وقطاعات الخِدْماتِ الغذائية.
كما أظهرت دراسة نشرت في مجلة نيتشرفود أن الطعامَ المُهْدَرَ يتسببُ في نصف إجمالي انبعاثاتِ الأنظمةِ الغذائية بما في ذلك الطاقة المستهلكة في إعدادِه ونقله.
أما بالنسبة إلى إتلاف الطعام في المنازل فإنه يُسبب إطلاقَ غاز الميثان الذي يتكون من تعفن الطعام في مَكباتِ النفايات.
لهذا يُخصصُ مؤتمرُ الأمم المتحدة المَعني بتغيُّرِ المُناخ المقام في دبي هذا العام حيزا كبيرا للبحث في كيفية الحدِّ من تأثير إنتاج الغذاء على المُناخ، فكَميةُ الانبعاثات التي يُسببها قطاعَا الغذاء والزراعة لا يُستهانُ بها، وما نتناوله من الطعام اليوم سيُحدد غدا شكل عالمنا.
وقالت سفيرة جمهورية سلوفينيا لدى دولة الإمارات، ناتاليا المنصور، لسكاي نيوز عربية:
- مؤتمرات مثل COP28 مهمة جدا، فهي قد تنتج عن نتائج مناخية، وقرارات محورية.
- سلوفينيا مغطاة 70 بالمئة بالغابات، ونحب الحفاظ على البيئة، لذا قررنا أن يكون حتى اقتصادنا أخضر، وتتشارك الحكومة والمواطنين بهذا الهدف وهو الحفاظ على البيئة.
- هناك سنويا يوم مخصص لتنظيف سلوفينيا، وهذا مرتبط بالتربية والتعليم.