تشكل الحفر الانهدامية في البحر الميت صورة واضحة عن حجم الأضرار والآثار السلبية لعوامل التغير المناخي.
فكميات المياه الداخلة للبحر تراجعت بشكل حاد مما أدى لانحسار سطحه، وبالتالي ظهرت فجوات عميقة في الأرض، تشكل خطورة على المزارعين والمزروعات والاستثمارات.
ويقول المزارع الأردني أبو ممدوح، أثناء تجوله بين فجوات عميقة في الأرض، تشكلت بعد تراجع مياه البحر في غور حديثة جنوب البحر الميت: "لا أحد يعلم سبب ظهور هذه الحفر الآن، فالبحر كان طبيعيا يمتد حوالي 4 كيلومترات بحسب ما اتذكره في القديم، وفي كل سنة كان ينقص مترا مربعا واحدا فقط منه".
أما المزارع محمد الهويمل فقال خلال حديثه لسكاي نيوز عربية: "في مرحلة معينة شكل الأمر خطرا على الإنسان والحيوان لكننا الآن نلاحظ تراجعا للبحر الميت باتجاه الشمال والغرب وبالتالي استقرت الحفر كما هي عليه، وبتنا بحاجة ملحة إلى طمرها".
ويقول الخبراء إن هذه الحفر تشكلت بسبب وجود طبقات وتراكيز ملحية كبيرة في طبقات الأرض، ونتيجة لتراجع مياه البحر بسبب شدة التبخر وقلة المياه الواردة إليه، جرت مياه عذبة من تحت تلك الطبقات، مما أدى لذوبان الأملاح وحدوث هبوطات أرضية على شكل حفر عميقة.
وقال رئيس جمعية أصدقاء البحر الميت سعد أبو حمور إن هذه الحفر تشكل خطورة على المناطق الزراعية وعلى السكان وأصحاب المواشي، مضيفا أن هذه الظاهرة هي نتيجة انحسار مياه البحر الميت والتغيرات المناخية.
ويقول الخبراء إن أفضلُ الحلولِ لمعالجة تراجعِ منسوبِ مياه البحر الميت هو التعاون الدولي، فهو كفيل بالحفاظ على البيئة، كما يساهم في الحد من مخاطر التغيرات المناخية وأثارها السلبية.