بعيدا عن الأحداث السياسية المصيرية المتوالية مؤخرا في إفريقيا، هدأت أم لم تهدأ؛ القارة السمراء تعاني منذ ستينات القرن الماضي على الأقل من تأثيرات تغير مناخها، الذي يؤثر منذ ذلك الحين على المورد الاقتصادي الأقرب للمواطن الإفريقي وهو؛ الزراعة.

أما المورد الذي يفترض أن يكون الأول، هو موارد الطاقات المتجددة التي تزخر بها إفريقيا من الطاقة الشمسية لطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية؛ فضلا عن المواد الخام التي تزخر بها القارة والتي غير مستغلة أو لا يُستفاد منها بالطرق والقدر الأفضل الذي يصل بعائده إلى المواطن الإفريقي.

الأكثر تضررا والأقل إضرارا

إفريقيا لا تتصدر قارات العالم غير المستغلَّة "البِكْر" فقط، بل تتصدر أيضا في كونها الأكثر تضررا من تغير المناخ الذي لا تتسبب بأكثر من 1% فقط من مسؤولية تلويثه وتغييره.

مع ذلك، يُحتّم الواقع مسؤوليةً على الأفارقة ودولهم في توفير مناخ لن نقول جاذب، إنما على الأقل أن يكون مناسبا للاستثمار.

الحديث هنا عن راحة المستثمر المحلي أولا، المستثمر الكبير وخاصة الصغير، فقدرة المشروعات الريادية على العمل تعتبر مؤشرا اقتصاديا أساسيا كما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في قمة إفريقيا للمناخ -الأولى من نوعها- والتي أخذت مكانها من 4 ل 6 سبتمبر 2023 في العاصمة الكينية نيروبي.

قمةٌ قبل القمة

ولعل السؤال الذي فرض نفسه: لماذا تحتاج إفريقيا قمة مستقلة للمناخ عموما، وخصوصا في وقت دخلنا فيه عدَّ المئة يوم التنازلي لانعقاد مؤتمر الأطراف للمناخ كوب 28 في إكسبو سيتي دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة من 30 نوفمبر حتى 12 ديسمبر 2023؟

لتأتي "الإجابة العامة" في إعلان قمة نيروبي المتوافق عليه بالإجماع "إعلان نيروبي"، والذي نصّ على أن بنوده ستكون أساس الموقف الإفريقي في كوب 28، مؤكدا على رغبة دول القارة في أن تلعب "دورا حيويا" في الحلول العالمية لتغير المناخ.
الإعلان نص كذلك على إقامة القمة كل عامين، لتكون نسختها القادمة في 2025.

أخبار ذات صلة

الإمارات تدعو إفريقيا لتخفيف آثار تغير المناخ على الغذاء
مصدر وأفريقيا 50 يتعاونان لتسريع نشر الطاقة النظيفة بالقارة

أما "الإجابة التفصيلية المبسّطة" تجدونها في حلقة صفر كربون، والتي فيها وصف التحديات، الإشارة إلى الفرص؛ والمطلوب من إفريقيا قبل أن تطلب هي من العالم؛ ولو كانت طلبات مستحقة!.

"المناخ ينهار" إفريقيا إلى G21.. كيف تساعد نفسها؟

تجاوب كِبار الملوثين

كبار الملوثين التاريخيين للمناخ والبيئة (الدول الغربية في المقام الأول والصين) أقروا بمسؤوليتهم فعلا، وشرعوا في الاتفاق عاما بعد آخر على التزامات تجاه دول العالم الناشئة.

يعتبر أبرزها التعهد بتوفير تمويلات سنوية ب 100 مليار دولار لتلك الدول، والذي منذ إقراره في كوب 15 (الذي شهد توقيع اتفاق باريس للمناخ التاريخي بتوقيع دول العالم بأقطابه الصناعية) ما يزال ذلك التمويل لا يوفّر أكثر 20% منه في أفضل الظروف.

تطورات دفعت -أخيرا- باتجاه اقرار انشاء "صندوق الخسائر والأضرار" العام الماضي في كوب 27 في مدينة شرم الشيخ في مصر، بهدف توفير التمويل اللازم للإنقاذ وإعادة الإعمار بعد الكوارث غير المتوقعة المرتبطة بالمناخ في الدول الناشئة.

الاتحاد الإفريقي سيحوِّل G20 لـG21

وتعتزم مجموعة الدول العشرين G20 لضم الاتحاد الإفريقي إليها، لتكون أحدث الخطوات الدولية الكبيرة التي يُنتظر منها الكثير إفريقياً، فعضوية الاتحاد الإفريقي ستكون كاملة كعضوية الاتحاد الأوروبي والدول ال19 أعضاء المجموعة، الذين يمثلون 85% من الناتج القومي الإجمالي للعالم، و75% من التجارة العالمية.

ويُتوقع هنا أن يتغير اسم المجموعة لتكون "مجموعة الواحد والعشرين" G21 مع انضمام الاتحاد الإفريقي.

وفي قيمة نيروبي، قدّم الاتحاد الأوروبي عرضا مباشرا ومبشّرا للاتحاد الإفريقي بتوسيع الشراكة بينهما نحو مشروعات خضراء مستدامة. وعمليا؛ يبرز تعهد الإمارات بتمويل مشروعات طاقة خضراء في القارة بقيمة 4.5 مليار دولار، كما أعلن الرئيس المعيّن ل كوب 28 د. سلطان الجابر.

كيف نساعد أنفسنا وإفريقيا وننضم للعمل المناخي؟

الإجابة تتوزع على حلقات بودكاست صفر كربون، التي تشير إلى أبسط الطرق للتحول في أفعالنا اليومية للاستدامة.
ولعل أفضل بداية هي إدراك المظلة التي تندرج تحتها تأثيرات كل أفعالنا على البيئة والمناخ، وهي معرفة ورصد؛ ومن ثم حساب "بصماتنا البيئية والكربونية".