يبحث العالم بأسره هذه الأيام، تصنيع تقنيات جديدة تكون صديقة للبيئة من جهة ومتاحة للإستخدام من قبل الجميع سواء كانت مجتمعات نامية أم متقدمة على حد السواء.

ومن هنا تسعى قيادة مؤتمر الأطراف للمناخ "كوب 28" برئاسة الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف  COP28 إلى وضع خارطة طريق تستوعب الجميع وتثور على كل الأشكال التقليدية.

في هذا السياق تكرس دولة الإمارات جميع القطاعات لتكون شريكة في عملية التحول الأخضر، ومن هنا تم التركيز على عمليات التشجير وزراعة شجر المانغروف على وجه الخصوص وهي استراتيجيا انتهجها  المعلم الأول الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان منذ السبعينات.

أشجار المانغروف.. سلاح لتخزين الكربون

زراعة اشجار القرم عبر درونز

تستخدم دولة الإمارات ضمن استراتيجيتها لعزل الكربون، طائرات من دون طيار لزراعة أشجار القرم نظراً لانخفاض البصمة الكربونية لهذه المنهجية، وإلغاء الحاجة إلى نقل الشتلات وما يصاحبها من انبعاثات عبر وسائل نقلها. 

كما أنها تعتبر وسيلة فعالة من حيث التكلفة، ناهيك عن أهميتها في تسهيل الوصول إلى المناطق النائية والبعيدة.

أخبار ذات صلة

"فوضى مناخية" تهدد العالم وشجر القرم يعد بحلول
حماية "المانغروف" قد تحد من الكوارث البيئية

شجرة القرم.. نمو سريع وتجدد سريع

تنمو شجرة القرم بسرعة نسبيًا ويمكن زراعتها وزراعة أشجار جديدة بسهولة، مما يسهم في زيادة قدرتها على امتصاص الكربون، كما تعد واحدة من الأشجار التي تمتص كميات كبيرة من الكربون من الجو وتساهم في تقليل تراكم ثاني أكسيد الكربون وبالتالي التخفيف من آثار الإحتباس الحراري.

احتفاظ بالأوراق طوال العام

 تبقى أوراق شجرة القرم خضراء وحية طوال العام، مما يعزز قدرتها على التمثيل الضوئي وجذب الذرات الكربونية والغازات الدفيئة ناهيك عن أنها تسهم في إضفاء جمالية خضراء مستدامة على المناطق التي تنمو فيها.

تركيبة الأنسجة وحجم الجذور

تحتوي شجرة القرم على نسبة عالية من اللبين والخلايا الخشبية، ولديها جذور قوية وعميقة تساعد في تخزين الكربون بشكل كبير بطريقة طبيعية وغير مكلفة.

مرونة في التكاثر والزراعة

يمكن زراعة شجرة القرم في مجموعة متنوعة من البيئات والترب وتتحمل ظروف الجفاف والتقلبات المناخية، كما تنمو أيضا في المياه المالحة وتعمل كمصفاة لتنقية المياه والتخفيف من ملوحيتها.

تأثيرات بيئية إيجابية

تساهم شجرة القرم في تحسين تربة المنطقة المحيطة بها ودعم النظام البيئي من خلال توفير مأوى وغذاء للكائنات الحية كالقشريات البحرية والأسماك الصغيرة، إضافة إلى أن أغصانها تشكل حاضنا طبيعيا للطيور المهاجرة.

ومن جهة أخرى، شجر المانغروف يساهم في الحد من عملية نحت التربة، بفضل تماسك جذوره وتشعبها، مما يؤدي إلى تماسكها وعدم انجرافها بواسطة الأمواج، وحسب ما أفادنا به أحمد حمدي، خبير الطاقة المستدامة والعلوم البيئية في حديث لبودكاست صفر كربون، فإن القرم من أكثر الأشجار التي تتمتع بقدرة القضاء على الملوثات السائلة في المياه وحماية البيئة البحرية التي تنمو فيها الطحالب، وتُحسن من جودة المياه المحيطة والمساعدة على نمو أنواع مختلفة من الشعاب المرجانية.