أطلقت مفوضية التجارة الأميركية تحقيقا يستهدف شركة صينية رائدة في مجال تكنولوجيا الرقائق الإلكترونية تتهمها فيه بالسطو على 4 براءات اختراع، ما يفتح فيما يبدو ميدانا جديدا في حرب السيطرة على هذا المجال بين واشنطن وبكين.

وتلقت المفوضية بلاغا من شركة Efficient Power Conversion (EPC) الأميركية ضد شركة Innoscience الصينية، اتهمتها فيه بالتحايل للسطو على تقنية ترانزستور "GaN"، وهي تقنية ظهرت في أشباه الموصلات كبديل للسيليكون، وتوفر كفاءة بأحجام أصغر.

حيلة صينية

حسب ما نشره موقع "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" الصيني، الثلاثاء، تقول شركة (EPC) إن مهندسين وعملاء تابعين للشركة الصينية تسللوا إلى وظائف داخل مواقع سرية بالشركة الأميركية، وحصلوا بحكم وظائفهم على تكنولوجيا "GaN" عام 2017، ووصل أحد المهندسين لمنصب رئيس تنفيذي للتكنولوجيا في الشركة.

وطالبت (EPC) بتعويضات، وأمر بفرض حظر على بيع Innoscience لمنتجات GaN في الولايات المتحدة التي يزعم أنها تتعارض مع قواعد براءات الاختراع.

من ناحيتها، نفت شركة Innoscience الاتهامات الموجهة إليها، وقالت إنها غير قانونية، وتدمر الميزة التنافسية.

عملاق التكنولوجيا الصينية

• شركة Innoscience تأسست عام 2015 ومالكها لو ويوي.

• فازت بالجائزة الأولى في مسابقة ريادة الأعمال والابتكار في الصين.

• تنتج الترانزستورات، وهي أداة شبه موصلة تستخدم لتضخيم أو تبديل الإشارات الكهربائية والطاقة.

• تمتلك أكبر قدرة تصنيع مخصصة لرقائق GaN-on-Si مقاس 8 بوصات على مستوى العالم، وهو نوع متطور للغاية، وعليه إقبال كبير.

• الشركة قادرة على إنتاج 10000 رقاقة في الشهر.

أخبار ذات صلة

قيود الصين على تصدير المعادن تثير قلق أوروبا.. ما القصة؟
تصعيد ضد أميركا.. الصين تقيّد صادرات مواد تصنيع الرقائق

أهمية ترانزستور GaN

هذه التقنية التي تتهم الشركة الأميركية الشركة الصينية بالتحايل للسطو عليها، تمتلك مزايا:

• أفضل من نظيرتها القديمة القائمة على السيليكون.

• الرقائق العادية تتطلب تركيب المزيد من الترانزستورات على شرائح فردية، لكن GaN قادرة على الإنتاج بأحجام أصغر وأعداد أقل مع زيادة الكفاءة.

"سلاح أميركي"

في تقدير خبير تكنولوجيا المعلومات، عبد الرحمن داوود، فإن تطور الصين في "الرقائق الإلكترونية" والصناعات المرتبطة بها "أزعج" واشنطن، ولذا تلجأ لسلاح الملكية الفكرية، بجانب السلاح التقليدي وهو العقوبات.

ويضرب داوود لموقع "سكاي نيوز عربية" مثلا على شراسة التنافس، بأنه "بعد سيطرة شركة "هواوي" الصينية لصناعة الهواتف على حصص كبيرة في السوق العالمي، هدد ذلك منتجات شركة "أبل"، ودفع واشنطن لفرض حصار  عليها، مثل منعها من استخدام خدماتها المعلوماتية "والجميع يعلم أزمة غوغل ستور".

واستخدمت واشنطن حجة "انتهاك الملكية الفكرية" في حظر دخول منتجات لشركات سيارات وهواتف إلى أراضيها وأوروبا، وحجّمت بالفعل صناعة السيارات الصينية، حسب داوود.

وتعود هذه الشراسة في المنافسة في رأيه، إلى أنه "لا نبالغ عندما نقول إن الدولة التي ستصبح رائدة في مجال الرقائق ستكون القوة العظمى في العالم".

أشباه الموصلات 4: هل يحرر التنين نفسه؟

سجل صيني

الخبير في تكنولوجيا المعلومات، محمد شريف، يرى أن الصين بالفعل تقوم بانتهاكات في مجال الملكية الفكرية، ما يضر بأصحاب الاختراعات الأصليين.

وقال شريف لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه "رغم القيود الأميركية التعسفية أحيانا كثيرة ضد الشركات المنافسة، إلا أن الصين لديها سجل في انتهاك براءات الاختراعات، بل ومبدعين في تقليد الصناعات الهامة".

ومن أشهر الصناعات التي يقول شريف إن بكين "سطت" على تقنياتها:

• الصناعات العسكرية تعد أكثر المجالات التي سطت فيها على براءات اختراع.

• تكنولوجيا الطائرات والسفن والبوارج الأميركية والروسية، لذلك لا نجد الصين قوية في تصدير السلاح.

• شركات التكنولوجيا مثل هواوي وأوبو تجد هناك تشابها في منتجاتها مع نظيرتها الأميركية.

• هناك سيارات صينية تستخدم تكنولوجيا أميركية في صناعة المحركات والهياكل.

• أميركا قدرت خسائرها بسبب انتهاك براءة الاختراع بحوالي 600 مليار دولار.