يبدو أن المناهج التعليمية التي تعتمد على الشاشات والأجهزة اللوحية لم تعد تناسب السويد، بعد أن وجدت البلاد تراجعا في مستوى ومهارات القراءة والكتابة لدى طلابها.

فهل يكون الحل في الأساليب القديمة والاعتماد على الكتب والدفاتر الورقية، أم أنه لا يمكن لنا أن نقاوم التطور التكنولوجي؟

قالت وزيرة المدارس في السويد لوتا إيدهولم إن قدرة الأطفال على القراءة ساءت، وضعفت عندهم مهارات الكتابة، والأسباب كثيرة أهمها زيادة اعتمادهم على الأجهزة اللوحية وقضاء وقت طويل أمام الشاشات.

وزيرة المدارس السويدية، تحت إشراف وزير التعليم، كانت قد شرعت في إصلاح النظام التعليمي في البلاد منذ فترة.

يذكر أن السويد ليست ضمن العشرة الأوائل عالميا في مؤشر جودة التعليم، وتأتي بعد كل من ألمانيا وفنلندا وآيسلندا ونيوزيلندا والنرويج.

أما الحلول فتكون من خلال سياسة حكومية جديدة تتمثل بالعودة للكتب الورقة واستخدام الطلاب في مدارسهم للدفاتر الورقية والأقلام، بتكلفة تزيد على 685 مليون كرون سويدي، أي ما يعادل أكثر من 60 مليون دولار، لتنفيذ تلك السياسية.

يأتي هذا والقرار ليعارض كثيرا من الدراسات والنتائج لدول أخرى، ترى ضرورة في الانتقال إلى الأساليب التكنولوجية الحديثة للنهضة بالمستوى التعليمي للطلاب.

السويد تقرر العودة للكتب والورق بدلا من الأجهزة اللوحية

وفي تعليقه على الموضوع، قال الخبير التربوي والتعليمي محمد خليل موسى خلال حديثه لبرنامج الصباح على "سكاي نيوز عربية":

• يعد القرار جريئا وغريبا، إذ يتعارض مع التطور التكنولوجي حول العالم.

• من المفروض الحديث اليوم في مجال التعليم على التعلم عن بعد، والذكاء الاصطناعي.

• التوجه الآن هو الدمج بين التعليم الإلكتروني والتقليدي، وهو ما لا يتوافق مع قرار السويد بالعودة إلى التعليم عبر الكتب.

• قرار العودة التامة للكتب مكلف اقتصاديا، رغم أنه في مرحلة التجربة على المستوى الابتدائي.

• للقرار إيجابيات وسلبيات من منظور رجال التعليم.

• الاعتماد على الألواح الرقمية والهواتف الذكية في مجال التعليم لا يعزز مهارة القراءة.

• وجود تشتت بصري وإشعاعات ضارة للطفل أثناء التصفح الإلكتروني، يضيع الانتباه والتركيز.

• رغم ما أثبتته الدراسات من تفاوت في التركيز بين الجيل القديم والجديد، فإن ذلك لا يدعو إلى العودة إلى التدريس عبر الكتب.

• هناك تراجع في مستوى الكتابة لدى الأطفال لعدم الإقبال على القراءة.

• يعتبر استشاريو التعليم أن هذا القرار عودة جزئية لتحسين مهارات الطفل.

• ضرورة الاعتراف بقوة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في الحياة البشرية، وفي بناء شخصية الطفل ونموه العقلي.

• غياب برامج جادة تساعد في تقليل الفجوة بين التكنولوجيا ومهارة القراءة التي تتجه نحو التهميش.

• أمام ما يكتسبه الطالب باستعماله للتكنولوجيا من مهارة الاستماع و الاستقبال، إلا أنه في الأثناء يفقد مهارة القراءة والكتابة والتحدث لتقتصر على عبارات وجمل قصيرة.