يتصدَّر "التلوث البلاستيكي" الاهتمام بشأن البيئة خلال احتفالات اليوم العالمي للبيئة هذا العام، وسط تساؤلات عما إن كان يمكن تحقيق هدف "صفر تلوث بلاستيكي" بحلول 2040.
ودعت الأمم المتحدة إلى "بذل مزيد من الجهود" للحد من "كارثة التلوث البلاستيكي"، الذي جعلته محور احتفالات اليوم العالمي للبيئة لعام 2023 التي استضافتها أبيدجان، ويوافق سنويا يوم 5 يونيو.
جاء على موقع الأمم المتحدة الإلكتروني بهذه المناسبة أن العالم ينتج أكثر من 400 مليون طن من اللدائن بلاستيكية سنويا، يُلقى بـ19-23 مليون طن منها في البحيرات والأنهار والبحار.
في وقت سابق، اتخذ وزراء البيئة والمناخ في مجموعة الدول الصناعية السبع خطوة عملية بوضع هدف إنهاء أي تلوث بلاستيكي جديد في بلدانهم بحلول عام 2040، بعد اجتماع لهم في مدينة سابورو بشمال اليابان استمرت ليومين في أبريل.
قال الوزراء حينها: "نحن ملتزمون بالقضاء على التلوث البلاستيكي، مع طموح خفض أي تلوث بلاستيكي إضافي إلى الصفر بحلول 2040".
أخطر أنواع التلوُّث
لماذا إنتاج ومخلفات البلاستيك "أخطر أنواع التلوّث"؟ يجيب عضو الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة، أيمن قدوري، لموقع "سكاي نيوز عربية":
• يعاني قاع المحيطات والبحار من تراكم ملايين الأطنان التي تُطرح فيها من المخلفات البلاستيكية.
• هذه المخلفات تثبط عملية إنتاج الأكسجين، فيقل وجوده في الغلاف الجوي، حيث أن البيئة البحرية هي مصدره الأول على سطح الكوكب.
• هذه المخلفات تتكون من تركيب كيمائي معقّد يسمّى البوليمر، بطيء التحلل، ويحتاج من 50-600 عام ليتحلَّل، حسب سُمك اللدائن وطريقة التراتب الكيميائي للبوليمر.
• وعلى هذا، فهذه الكمية الضخمة تعيق حركة الكائنات البحرية، بل ويهلك كثير منها بعد التهام المخلفات بانسداد القنوات الهضمية.
• أبرز الكائنات البحرية عرضة للضرر هو السلاحف والحيتان، أما النباتات، فيهدم التلوث البلاستيكي قدرتها على التمثيل الضوئي؛ لأنه يحجب أشعة الشمس، وتلتف أجزاء من مخلفات البلاستيك الرقيقة، كالأكياس والخطوط البلاستيكية، حول جسم النبات.
• الشعاب المرجانية الضحية الأكبر للتلوث البلاستيكي؛ لأنها حساسة جدا، وتتأثر بأي متغيرات، مثل حجب ضوء الشمس، وهذا يهدد كائنات بحرية أخرى؛ لأن الشعاب حلقة في سلسلة غذائية.
• الخطر لا يقف عند تراكم المخلفات، بل حتى بعد تحللها تنتج عنها مواد كيميائية وعضوية ملوثة مثل غاز الميثان.
• أما على البر، فإن التلوّث البلاستيكي أضعاف ما هو في البحر، ومن أشكاله نتائج التخلّص من المخلّفات البلاستيكية، كالحرق الذي يفاقم أزمة الاحترار العالمي، بإضافة 15 مليون طن من التلوث الكربوني للغلاف الجوي، وزيادة غازات الميثان والإيثيلين والبولي إيثيلين، وهي تسهم في عملية الاحتباس الحراري بنسبة 15 بالمئة.
• أمّا ترك المخلفات البلاستيكية مكشوفة ومعرّضة للشمس والحرارة دون معالجة، وكذلك إعادة التدوير، ينتج غازات مثل الميثان والإيثيلين والبولي إيثيلين، خاصة من الأكياس.
عقبات أمام عام 2040
عن تحديد عام 2040 موعدا للوصول إلى "صفر" تلوث بلاستيكي، لا يتفاءل قدوري كثيرا، فمع وصفه بأنه "طموح مشروع"، إلا أنه يراه "بعيد التحقق وفق المعطيات الحالية والصراعات الاقتصادية المستمرة".
في نفس الوقت يشجّع السير في خطوات الحد مِن هذا التلوث، حتى لو تطلّبت مكافحتها سنوات لما بعد 2040، ومنها:
• الحدّ من الصناعات البلاستيكية، والتخلّص التدريجي من البوليمرات المكونة لمادة البلاستيك، والاستعاضة عنها بمواد آمنة.
• السيطرة على إنتاج الدول الأخرى خارج مجموعة السبع، وتحتل مراكز متقدمة في إنتاج البلاستيك، كالصين.
• هذه إجراءات يمكن أن تصل بنا لنتائج مشجّعة تسهم في الاستمرار في مكافحة التلوث البلاستيكي لما بعد عام 2040.