لا يأمل خبراء في تكنولوجيا المعلومات في الوصول لـ"حل نهائي" لمشكلة "الهلوسة" في برنامج "تشات جي.بي.تي" للذكاء الاصطناعي، وما ينتج عنها من معلومات مضللة وتشويه السمعة، رغم إعلان الشركة المطورة له أنها تعمل على حل المشكلة.

وسعت شركة "أوبن إيه آي" المدعومة من مايكروسوفت، والتي تقف وراء تطبيق "تشات جي.بي.تي" لطمأنة المستخدمين بأنها تعمل على تحسين قدرات حل المشكلات الحسابية في برنامج الدردشة الآلي بهدف الحد من "هلوسة" الذكاء الاصطناعي.

وحسب ما ذكرته الشركة في بيان عبر موقعها الرسمي، الأربعاء، فإن التخفيف من الهلوسة يعد "خطوة حاسمة نحو بناء الذكاء الاصطناعي العام المتوافق".

مراقبون: سياسيون يستخدمون أداة ChatGPT لكتابة الخطابات

معنى هلوسة "الذكاء الاصطناعي"

حسب خبير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، سلوم الدحداح، فإن:

  • "الهلوسة" مصطلح يشير لتولد الذكاء الاصطناعي "نتائج غير صحيحة أو غير مدعومة بأي بيانات من العالم الحقيقي؛ بمعنى إعطاء أجوبة لا ركيزة لها".
  • يمكن أن تكون هذه "الهلوسة" عبارة عن أن "تشات جي بي تي" يعطي لمستخدميه محتوى أو أخبار أو معلومات خاطئة عن أشخاص أو أحداث دون الاستناد على حقائق، ومحتوى به "حقوق ملكية فكرية"، وفقا لحديثه.
هل سيسرق ChatGPT وظائفنا؟

على جانب آخر، يرى استشاري تقنية المعلومات، إسلام غانم، أن:

  • الأخطاء الناتجة عن معالجة "تشات جي بي تي" للمعلومات "غير شائعة ونادر حدوثها".
  • لكن وقوع تلك الأخطاء يسمى بـ"الهلوسة"، ووقتها يبدأ التطبيق بسرد معلومات خاطئة، وإعطاء مخرجات "غير صحيحة" لا تتماشي مع الواقع أو لا معنى لها في السياق العام، وفقا لحديثه.
  • ولفت برنامج "تشات جي بي تي" النظر إليه بقوة منذ ظهر قبل عام؛ لقدرته على محاكاة وإنشاء الأصوات بإتقان، وكتابة المقالات والرسائل والترجمة في ثوانٍ، لكن أيضا ينتج عنه معلومات مضللة، وقد يشوه الأشخاص، نتيجة لـ"الهلوسة".

أخبار ذات صلة

جنون الذكاء الاصطناعي يدفع قيمة "إنفيديا" لتريليون دولار
"إنتل" الأميركية تكشف تفاصيل عن طرح رقائقها الذكية في 2025

كيف تحدث هذه الهلوسة؟

تحدث "الهلوسة"، نتيجة عدم تغطية البيانات التي تم تدريب النظام عليها لـ"إجابات دقيقة لأسئلة معينة"، ووقتها يقوم النظام باختلاق وتكوين إجابات لا تكون صحيحة، وهذه إحدى المشكلات الكبرى التي تواجهها تلك الأنظمة حاليا، وفق خبير تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، أنس النجداوي.

ويتفق معه الدحداح الذي يؤكد أن "الذكاء الاصطناعي" وليد برمجه الإنسان، ويعمل حسب البيانات والمعطيات التي يبرمجه بها البشر؛ وبالتالي فنقص تلك المعطيات يتسبب في "الهلوسة".

هل سيأخذ الذكاء الاصطناعي عملنا؟

أخبار ذات صلة

سلاح ذو حدين.. كيف يستخدم الأطفال "شات جي بي تي" بشكل آمن؟
مجموعة السبع تعتزم بحث الاستخدام "المسؤول" للذكاء الاصطناعي

هل يمكن وقف "الهلوسة"؟

  • يرى النجداوي أنه "يمكن تخفيف مشكلة الهلوسة وتقليل أخطاء تشات جي بي تي"، من خلال برمجة النظام ببيانات تدريبية إضافية، تكون "دقيقة وغير متحيزة"، يمكنه استخدامها للإجابة عن الأسئلة، والتمييز بين الحقيقة والخيال.
  • ووقتها سوف تتعلم برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي، كيفية تقديم "إجابات أكثر دقة وصحة" في المرات القادمة، وعلى المستوى البعيد سوف يتحسن أداء تلك الأنظمة.
  • يعرض غانم حلاً بدوره، وهو تقليل عدد الكلمات خطوة بخطوة؛ ما يساعد على "فهم وتحليل الجملة التي يكتبها المستخدم لتلك التطبيقات، وفهم السؤال المطروح بشكل واضح".
  • يلفت في ذلك إلى أن شركة "أوبن إيه.آي" المطورة لبرنامج "تشات جي بي تي"، طورت بالفعل قدرات البرنامج لمعالجة "الهلوسة"، وقللت من حجمها بمقدار 1 إلى 5 بالمئة، لكن ليس بشكل نهائي.
  • لكن على جانب آخر، يرى الدحداح أن "تحسين قدرات تشات جي بي تي"، لمنع "الهلوسة بشكل نهائي"، أمر صعب المنال.
  • لذلك تظهر أهمية التأكد من جميع المعلومات التي يقدمها التطبيق، قبل استخدامها أو التعامل على أنها "حقائق"، وفقا لخبير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.