أظهر مسح جديد نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أزمة ثقة في التعليم الجامعي مع اعتقاد 56 في المئة من الأميركيين بأن الشهادة الجامعية لا تستحق الوقت والمال المنفق عليها. وعلّق خبير تربوي بأن الحالة الاقتصادية بات تحدد كثيرا من الخيارات الاجتماعية والتعليمية، مشيرا إلى أن الشهادة الجامعية لا تزال تحظى بثقل اجتماعي في العالم العربي.

وفي سبعينيات القرن الماضي، كان الأميركيون الحاصلون على تعليم جامعي يكسبون في المتوسط 35 في المئة أكثر من خريجي المدرسة الثانوية.

وبحلول عام 2021، ارتفعت هذه النسبة إلى 66 في المئة.

لكن الواقع قد اختلف قليلا في الفترة الأخيرة، إذ إن الزيادة على الأجور في العديد من البلدان كانت إما راكدة أو تميل للانخفاض مقابل ارتفاع الأقساط الجامعية.

وعلى سبيل المثال، ارتفعت الرسوم الجامعية في بريطانيا من رسوم رمزية في عام 1970 إلى 12 ألف دولار سنويا في عام 1999، وهذه الرسوم هي الأعلى بين الدول المتطورة.

أما الرسوم الجامعية في الولايات المتحدة فقد كانت عند 2300 دولار أميركي عام 1970، وأصبحت في عام 2018 في حدود 8 آلاف دولار، علما أن الطلبة في الجامعات الحكومية يدفعون أقل من ذلك بكثير، فيما يدفع طلاب الجامعات الخاصة أكثر.

وبحسب الاحتياطي الفيدرالي، فإن  14% هو العائد المالي السنوي على الاستثمار في درجة البكالوريوس في 2019.

وخلُص المسح إلى أن اختيار تخصص الدراسة أمر بالغ الأهمية لزيادة قوة الكسب، ويفوق في كثير من الأحيان أهمية الجامعة التي يتم اختيارها.

أخبار ذات صلة

الطلبة الدوليون.. الدجاجة التي تبيض ذهبا للجامعات الغربية
عندما يدق الجوع أبواب اللبنانيين.. النساء في مهن جديدة

 خبير يعلق

قال الخبير التربوي والتعليمي، الدكتور محمد خليل موسى، لـ"سكاي نيوز عربية" إن الحالة الاقتصادية في العالم تحدد الكثير من معالم الحياة الاجتماعية والتعليمية.

وأضاف موسى أن الحالة الاقتصادية المتدهورة عالميا تطلب من الطالب نفسه أن يختار التخصص، لأنه هو الأهم.

وقال إن الدراسات الأجنبية تشير إلى ارتفاع تكاليف الدراسة في الجامعات تدفع بالكثير من طلبة الجامعات إلى الذهاب إلى العمل مباشرة والامتناع عن الذهاب إلى الجامعات، وذلك في حالة تخصصات معينة.

وأوضح أن في بعض التخصصات الأخرى يمكن أن تحقق المكاسب المادية، مثل الطب وعلوم الكومبيوتر والهندسة والطلب وعلوم الطاقة والطاقة المتجددة.

بكلمات أخرى، أصبح العامل الأهم لدى الطلبة هو التخصص الذي يمكن عبره الحصول على وظيفة أو مكسب مادي، ولم يعد شغف هو الأهم، لأن الطلبة يدفعون الكثير في الأقساط الجامعية.

وقال إن ريادي أعمال مثل مؤسس شركة مايكروسوفت، بيل غيتس، الرئيس التنفيذي لموقع "فيسبوك"، مارك زوكربرغ، والرئيس التنفيذي السابق لشركة "أبل"، ستيف جوبز، أعلنوا أنهم لم يكملوا دراستهم الجامعية، ومع ذلك أصبحوا من أصحاب المليارات، وهذا منح الكثيرين فكرة أنه بوسعهم تحقيق أحلامهم من دون الحاجة إلى الدخول للجامعات.

أخبار ذات صلة

رسوم الجامعات الحكومية في السودان ترتفع بنسبة "فلكية"
بريطانيا تعلن منح "تأشيرة العمل" لخريجي "أفضل الجامعات"

ارتفاع الأقساط سيؤثر

ورأى موسى أن الأقساط المرتفعة ستؤثر بشكل سلبي للغاية على خيارات الدراسة الجامعية، لكن يجب أن يوضع في الاعتبار أن هناك بُعد اجتماعي للشهادة الجامعية في العالم العربي، إذ تمنح ثقلا اجتماعيا وإنسانيا لصاحب الشهادة.

أما في الغرب، فالمهم هو مدى الاستفادة التي يمكن أن يجنيها الطلبة من وراء الدراسة، لذلك فبعض الجامعات ألغت بعض التخصصات في العلوم الإنسانية، لأن الإنسان بالقراءة الذاتية يستعيض عن الشهادة الجامعية.

لكن العلوم التطبيقية لن تتأثر كثيرا مثل الطب والهندسة لأن العامل فيها ليس مجرد شهادة بل خبرة عملية.