يشعر الصائمون بالحاجة الملحة لتناول السكريات بعد ساعات طويلة من الصيام، وذلك كردّ فعل طبيعي لأجسامهم بعد هبوط معدّلات السكر في الدم نتيجة توقفهم عن تناول الطعام لوقت طويل.
فإنخفاض معدّلات السكر في الدم يدفع الجسم لطلب السكر بشراهة، ولذلك نجد أن الكثير من الصائمين يلجأون لتناول الحلويات بكثرة بعد الافطار وذلك مع عدم قدرتهم على السيطرة على عوارض طلب الجسم للسكر.
أطعمة تساعد
وتقول أخصائية التغذية هديل بو سعيد في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن أفضل طريقة للسيطرة على عوارض طلب الجسم للسكر خلال شهر رمضان، تبدأ من وجبة الإفطار وتستمر لما بعدها، إذ يجب إضافة المزيد من الألياف إلى الوجبة، والاعتماد أيضاً على الكربوهيدرات المعقّدة مثل القمح الكامل، الشوفان، الكينوا، وهي كلها تخفف الرغبة في تناول السكر بعد الإفطار، كما أن تناول الكثير من البروتين الموجود في الجبن، واللحوم الحمراء والأسماك والدواجن والبقول، يساعد أيضاً في كبح طلب الجسم للسكر.
السكر من المصادر الطبيعية
وبحسب بوسعيد، فإن أفضل طريقة لمنح السكر للجسم يكون من المصادر الطبيعية، مثل فواكه الموز والتفاح والتوت الأسود والغريب فروت والفراولة، وأيضاً يمكن الاستعانة بالفواكه المجففة مثل المشمش، التمر، التين، الخوخ وغيرها، مشيرة الى أن حصول الجسم على السكر من خلال استبدال الفواكه بالحلويات، وقد يكون صعباً في الأيام القليلة الأولى للصيام، ولكن مع مرور الوقت، سوف يتكيف الجسم مع الخيارات الصحية، كما أنه يمكن تناول مزيج من بذور الشمر وبذور السمسم والكتان واللوز لتقليل الرغبة في تناول السكر بعد الإفطار.
أفضل الحلويات للصائم
وتضيف بوسعيد إنه في حال أراد الصائم الحصول على السكر من خلال تناول الحلويات بعد الإفطار، فلا يجب عليه حصر خياراته بالحلويات المقلية أو المليئة بالسمنة، إذ يمكنه اللجوء لحلويات مثل كيك الشوفان والكيك المنزلي وحلوى الموز بالشوكولا الداكن والسحلب والأرز بالحليب والمهلبية والبوظة والشوكولا الداكنة، مع استبدال المكونات الدسمة بمكونات قليلة الدسم، في حال تم تحضير هذه الحلويات في المنزل.
عدم قمع الجسم
من جهتها تقول ميرا عبد ربه وهي أخصائية تغذية ضد الدايت، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن أفضل طريقة للسيطرة على عوارض طلب الجسم للسكر، هي من خلال عدم قمعه، فإذا كان الفرد يشتهي الحلويات كثيراً عليه بتناولها ولكن بوعي، فالحل يكمن في عدم الإفراط في كمية الحلويات المتناولة، واعتماد الاعتدال، مشددة على ضرورة عدم حصر الصائمين، لخيارات حصول الجسم على السكر بالحلويات فقط، بل يمكن ذلك أيضاً من خلال الفواكه المنعشة والسناكات والفواكه المجففة والمكسرات.
مكونات وجبة الإفطار تحد من طلب السكر
وشددت عبد ربه على أنه يجب على من يتناول الحلويات، عدم الشعور بالذنب من ذلك، بل عليه التفكير بوعي وكيفية إيجاد توازن صحي في نظامه الغذائي، لافتة الى أن مكونات وجبة الافطار تلعب دور رئيسيا في الحد من طلب الجسم للسكر، إذ يجب أن تحتوي على النشويات مثل الرز والمعكرونة والبطاطا والدجاج واللحمة وعناصر الخضار، وعناصر الدهون الموجودة في زيت الزيتون.
وأكدت عبد ربه أنه من خلال وجبات الإفطار المتكاملة، يمكن تلقائياً ضبط حاجة الجسم للسكر بعد ساعات من الصيام، مشددة على ضرورة أن يشعر الصائم بالشبع عند تناوله وجبة الإفطار، وذلك للحد من امكانية تناول الحلويات فيما بعد.