رغم تراجع الحديث نسبيا عن خطورة فيروس كورونا مع انتهاء حالة الطوارئ الصحية التي فرضتها معظم دول العالم، حذرت دراسة حديثة من مضاعفات ما يعرف باسم "كوفيد طويل الأمد".
وتحدث الأطباء مرارا عن استمرار أعراض المرض لعدة أشهر حتى بعد قضاء الجسم على الفيروس عبر الأدوية أو المناعة الذاتية أو المكتسبة، إلا أن الدراسة أشارت إلى خطر يبدو أبعد من ذلك.
فقد أكدت أن أكثر من نصف مرضى "كوفيد طويل الأمد" يعانون خللا في بعض أعضاء الجسم بعد أقل من عام من إصابتهم بالمرض وظهور الأعراض الأولية عليهم.
و"حتى أولئك الذين لم يتأثروا بشدة عندما أصيبوا بالفيروس لأول مرة، يظلون يعانون ضعفا مع ضيق شديد في التنفس وتراجع إدراكي، من بين الأعراض المستمرة"، وفقا للدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة الجمعية الملكية للطب في لندن.
كيف أجريت الدراسة؟
• شارك أكثر من 500 مريض في الدراسة، عانى 62 بالمئة منهم "خللا في الأعضاء" بعد 6 أشهر من التشخيص الأولي لفيروس كورونا.
• خضع هؤلاء المرضى لفحص التصوير بالرنين المغناطيسي بعد 6 أشهر، مما كشف عن "مشاكل صحية دائمة".
• أظهرت النتائج أن 59 بالمئة من مرضى "كوفيد طويل الأمد" ما زالوا يعانون مشاكل في عضو واحد على الأقل، و29 بالمئة لديهم خلل في أكثر من عضو.
• احتاج 13 بالمئة فقط ممن شاركوا في الدراسة إلى علاج في المستشفى، عند تشخيص إصابتهم بفيروس كورونا لأول مرة.
• أما الموشر الجيد في الدراسة، فهو تراجع حدة الأعراض بعد فترة تتراوح بين 6 أشهر وعام، فقد انخفض عدد الذين يعانون ضيق التنفس الشديد من 38 إلى 30 بالمئة، والضعف الإدراكي من 48 إلى 38 بالمئة، وتردي الحالة الصحية بشكل عام من 57 إلى 45 بالمئة.
وقال أستاذ علم البيانات السريرية أميتافا بانيرجي، إن التأثير على نوعية الحياة من جراء "كوفيد طويل الأمد" كان مصدر قلق كبير، خاصة بين العاملين في مجال الرعاية الصحية، الذين مثلوا نحو ثلث المشاركين في الدراسة.
وأضاف بانيرجي: "ضعف الأعضاء في حالة الإصابة بـ(كوفيد طويل الأمد) له آثار على الصحة ونوعية الحياة على المدى الطويل، مما يشير إلى الحاجة إلى الوقاية والرعاية المتكاملة لهؤلاء المرضى".