يلعب الغذاء دوراً فعالاً وأساسياً في تغذية خلايا جسم الإنسان للحفاظ على وظائفها، حيث يعد تنوع الطعام، من أهم الأمور التي تساعد هذه الخلايا على العمل بشكل متكامل، وإمداد الجسم بالطاقة اللازمة لأداء مهامه اليومية.
وفي الوقت الذي يحرص فيه عدد من الأشخاص على تنويع لائحة الطعام الذي يتناولونه، يوجد فئة أخرى من الناس تداوم على تناول نفس أنواع الطعام يومياً، وهو ما قد يتسبب بعواقب وخيمة على أجسامهم ونظامهم الصحي.
نقص الاحتياجات اليومية
وتقول الأخصائية الغذائية ديان نقولا الشلوق في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الأطعمة التي يتناولها الإنسان، هي متممة لبعضها البعض من ناحية الفوائد والفيتامينات، حيث لا يوجد نوع طعام واحد يمتلك جميع حاجات الجسم، وبالتالي فإن تكرار تناول الأطعمة بشكل محدد، يعني أن أجسامنا ستعاني من نقص في احتياجاتها اليومية، ما ينعكس ضعفاً في الأداء وتعباً.
طعام متوازن
وشددت الشلوق على أن الغذاء ليس مجرد مصدر للطاقة، فالإنسان يحتاج للحفاظ على صحة جيدة إلى عشرات العناصر الغذائية التي تكون لكل واحدة منها وظيفة مختلفة عن الأخرى، ولذلك فإنه كلما قام الإنسان في تنويع طعامه بكميات صحية، كلما حصل جسمه على حاجته المتنوعة من الفيتامينات، مثل فيتامين "أ" و"هـ" و "ب" و"ب12" وفيتامين "ج"، حيث أن افضل طريقة للحصول عليها جميعها، يكون بتناول طعام متوازن ينعكس أداءً فعالاً لجميع خلايا الجسم.
هذه الحمية.. مضيعة للوقت
وبحسب الشلوق فإن بعض الأشخاص يلجأون إلى تكرار تناول الأطعمة ذاتها، كنوع من الحمية التي تساعدهم في فقدان وزنهم، مشيرة إلى أن هذه الحمية هي بمثابة "مضيعة للوقت" ينتهي مفعولها بمجرد التوقف عن اتباعها، هذا بالإضافة إلى الأضرار التي يتسبب بها فقدان الجسم لبعض أنواع الفيتامينات، ما يؤثر سلباً على صحتهم العامة وحتى صحتهم النفسية، مشيرة إلى أن تكرار الطعام وحرمان الفرد نفسه من أطعمة يحبها على المدى الطويل يوّلد احباطاً لديه.
تكرار أطعمة غير صحية
من جهتها تقول خبيرة التغذية الدكتورة يارا رضوان، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن تكرار الطعام هو أمر غير صحي بالمجمل، ولكن انعكاساته تعتمد على نوعية الطعام الذي يتم تكراره، فإذا كانت الأطعمة صحية فهذا لا يعتبر مضر بحد ذاته، ولكنه يحد من تنوع الفيتامينات، أما في حال كانت الأطعمة التي يتم تكرارها غير صحية، فهذا يهدد صحة الانسان بعدة نتائج سلبية أبرزها الأمراض ترتبط بالسمنة.
أهمية تنويع الطعام
وتشرح رضوان أن هناك دراسة أجريت على أكثر من 60 ألف امرأة، أظهرت أن النساء اللواتي تناولن ما بين 16 و17 نوعاً من الأطعمة الصحية في الأسبوع، عشن لفترات أطول من النساء اللواتي كن يتناولن من 0 إلى 8 أنواع من الأطعمة الصحية في الأسبوع، ما يدل على أهمية تنويع الطعام خاصة الخضار والفواكه والمكسرات، والحبوب الكاملة ومشتقات الألبان والأجبان والأسماك وزيت الزيتون والأفوكادو.
التنويع.. للبكتيريا النافعة
وبحسب رضوان فإن هناك فئة من الناس الانتقائيين والذين يحدّون من تناول مجموعة كبيرة من الأطعمة، أولها الخضار والفواكه التي تعتبر ركيزة أساسية في أي نظام غذائي، حيث أن هؤلاء الأشخاص تحديداً، يفقدون أنواعاً من الفيتامينات ومضادات الأكسدة، وتصبح أجسامهم عرضة للأمراض المزمنة على المدى الطويل، مشددة على أن تنويع الطعام ضروري للبكتيريا النافعة الموجودة في أمعاء الانسان، فتنوع الطعام يعني تنوع البكتيريا التي تساعد في عملية هضم الدهون والألياف، وتكوين فيتامين "ب" و"ك" وإزالة السموم من الكبد.