حذر العلماء من أن أوروبا على شفا كارثة مائية مع نضوب احتياطيات المياه الجوفية.
فخلال أشهر الصيف عامي 2018 و 2019، كان هناك نقص مذهل في المياه في وسط أوروبا.
منذ ذلك الحين، لم يكن هناك ارتفاع كبير في مستويات المياه الجوفية، مع استمرارها بالانخفاض.
وبحسب "الإندبندنت"، كشفت دراسة جديدة أن الجفاف الشديد يؤثر على الزراعة في القارة ويؤدي إلى نقص كبير في الطاقة، حيث أثرت مجاري الأنهار الجافة والاختفاء البطيء للمياه الراكدة بشدة على الطبيعة والبشر.
ونتيجة لذلك أيضا تفاقم نقص الطاقة في أوروبا، فبدون كميات كافية من مياه التبريد، كافحت محطات الطاقة النووية في فرنسا لتوليد ما يكفي من الكهرباء.
كما كافحت محطات الطاقة الكهرومائية لأداء وظيفتها بسبب نقص المياه.
لجمع بياناتهم، استخدم الفريق قياس الجاذبية عبر الأقمار الاصطناعية لمراقبة موارد المياه الجوفية في العالم وتوثيق تغييراتها في السنوات الأخيرة.
استخدموا أقمارا صناعية مزدوجة تدور حول الأرض في مدار قطبي على ارتفاع يقل قليلاً عن 490 كيلومترا.
توفر تلك الأقمار قراءات للكتلة الإجمالية، والتي تُطرح منها بعد ذلك تغيرات الكتلة في الأنهار والبحيرات، كما تُطرح رطوبة التربة والثلج والجليد، وفي النهاية تبقى المياه الجوفية فقط.
وكانت المسافة بين الأقمار الصناعية التي تبلغ حوالي 200 كيلومترا حاسمة للمشروع، وتم قياسها باستمرار وبدقة.
وإذا طارت الأقمار فوق جبل، فإن القمر الصناعي المتقدم كان في البداية أسرع من الذي خلفه بسبب الكتلة المتزايدة تحته.
بمجرد عبوره الجبل، تباطأ قليلاً مرة أخرى، لكن القمر الاصطناعي الخلفي تسارع بمجرد وصوله إلى الجبل، وبمجرد أن أصبح كلاهما فوق القمة، تم تحديد سرعتهما النسبية مرة أخرى.
كانت هذه التغييرات في المسافة على الكتل الكبيرة عوامل القياس الرئيسية لتحديد مجال الجاذبية الأرضية وتم قياسها بدقة الميكرومتر.
وقال الدكتور توريستن ماير غور، الأستاذ في جامعة Graz للتكنولوجيا بالنمسا، ومؤلف الدراسة: "المعالجة والجهود الحاسوبية هنا كبيرة جدا، نقيس المسافة كل خمس ثوان، وبالتالي حوالي نصف مليون قياس شهريا، من هذا نحدد خرائط مجال الجاذبية ".
وتظهر النتيجة أن الوضع المائي في أوروبا أصبح الآن محفوفا بالمخاطر.