تزداد حدة الاشتباكات التي يخوضها الملياردير إيلون ماسك يوما بعد يوم، خصوصا بعد استحواذه على "تويتر"، وقد وصل الأمر به أخيرا إلى التهديد بتصنيع "هاتف بديل" لهواتف "آيفون" وتلك التي تعمل بنظام "أندرويد"، في حال تمت إزالة تطبيق "تويتر" من متجري "غوغل بلاي" و"آب ستور".
لكن هذا السيناريو بات مستبعدا، بعد أن أعلن إيلون ماسك عن "صلحة" مع الرئيس التنفيذي لشركة "أبل"، تيم كوك، أدت إلى إنهاء سوء التفاهم بشأن إزالة "تويتر" من "آب ستور"، إذ تبين له أن "أبل" لم تفكر قط في القيام بذلك.
وعلى الرغم من التفاهم بين الطرفين، إلا أن ما ألمح اليه ماسك عن نيته تصنيع هاتف جديد، طرح فكرة دخول دم جديد يمثله إيلون ماسك المعروف بأفكاره الجنونية إلى صناعة الهواتف الذكية، التي باتت تعاني من التكرار والافتقار للإبداع.
"ما يحتاجه عالم الهواتف الذكية"
ويقول الباحث في شؤون التكنولوجيا والهواتف الذكية، ألان القارح، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الأفكار الغريبة التي تميل إلى الجنون، هي تحديدا ما يحتاجه عالم الهواتف الذكية، الذي دخل دوامة التكرار المملة وعدم القدرة على الابتكار.
وأشار إلى أن شركات تصنيع الهواتف باتت تستهلك الفكرة الناجحة لفترة طويلة من الزمن، وهذا تحديدا ما اشتكى منه الكثيرون هذا العام عند إطلاق سلسلة هواتف "آيفون 14".
وبحسب القارح، فإن ماسك ليس مجنونا وفقا لمعايير الجنون الطبية، بل إن المقصود هنا تمرده وأفكاره، إضافة الى جرأته التي تجسد حرفيا الهوية المثالية التي يحتاجها العالم لإطلاق مُنتج ثوري، يُعيد تعريف الهواتف الذكية من جديد ويُظهر لنا ما تُخبئه هذه الأجهزة من ميزات قادرة على نقلنا الى مستوى آخر من الخدمات.
ويلفت القارح إلى أن الكثيرين اعتقدوا أن أفكار إيلون ماسك شبه مستحيلة، فعندما قال إنه يريد تغيير عالم صناعة السيارات شكك الكثيرون بقدرته على ذلك، إلا أنه استطاع من خلال شركة "تسلا" للسيارات الكهربائية إثبات أنه كان جديا بما أعلنه.
وقال إن ظهور "تسلا" منافسا قويا دفع بشركات السيارات الأخرى إلى تغيير سياستها وتقديم كل ما لديها للمنافسة، ومن هنا يمكن القول إن دخول ماسك بأفكاره الثورية إلى صناعة الهواتف الذكية سيقلب الأمور رأسا على عقب.
"سيقلب الأمور في سوق الهواتف الذكية"
من جهته، يقول المختص بالتطوير التكنولوجي، فادي حيمور، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن عالم الهواتف الذكية يحتاج بالفعل لرجل مثل إيلون ماسك يمتلك طموحات لا حدود لها.
وأضاف أن فكرة صنع ماسك لهاتف ذكي ليست بجديدة، وهي ظهرت في عام 2021 حيث كان الحديث يجري عن نية ماسك إطلاق هاتف بمواصفات ثورية يحمل اسم "تسلا"، إلا أنه تم نفي الأمر لاحقا.
ويكشف حيمور أن صناعة أي هاتف جديد تحتاج لسنوات من التحضير، وبالتالي فإن أي قرار يتخذه ماسك على هذا الصعيد يحتاج لأكثر من سنة لتطبيقه، ولكن مجرد تأكيده مثل هذا الخبر سيقلب الأمور في سوق الهواتف الذكية نحو الأفضل.
ويرى حيمور أن ماسك يرتكز على قاعدتين قويتين في حال قرر دخول صناعة الهواتف الذكية، الأولى تتجسد في اسم "تسلا" الذي يكتسب ثقة كبيرة بين أوساط المستخدمين، فيما تتمثل القاعدة الثانية بالقدرة على تصنيع منتج مبتكر يمكن تسويقه بسرعة قياسية، وهذا تحديدا ما يبرع به الملياردير الأميركي.