يعتمد التطور التقني وتعزيز التنافسية ورفع كفاءة الإنتاجية وتحسين نوعية المنتجات والخدمات على الابتكار الذي يسهم تعزيزه في تحقيق عدد من النتائج المميزة.
وكشفت قاعدة بيانات مؤشر الابتكار العالمي التي نشرتها المنظمة العالمية للملكية الفكرية، أن الاستثمار في الابتكار يسهم في تعزيز حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.
كذلك فإن الشركات التي تخصص ميزانية كبيرة للأبحاث والتطوير، غالبا ما تتمتع بمكانة رائدة في السوق، وخروج العديد من الشركات التقنية العملاقة خلال العقود الثلاث الماضية من حلبة المنافسة، بعد ضعف استثمارها في هذا المجال، دليل دامغ على ذلك.
ومن الشركات التي تتبنى سياسة الاستثمار الضخم في الأبحاث والتطوير "هواوي" التي تخصص سنويا أكثر من 10 في المئة من إيراداتها لهذا الميدان.
وبلغت استثمارات "هواوي" في الأبحاث والتطوير 22.38 مليار دولار عام 2021 ما يعادل 22.4 في المئة من إيراداتها السنوية، وبلغ الرقم على مدار الأعوام العشرة الماضية أكثر من 132.5 مليار دولار.
وبفضل ذلك نالت بحلول نهاية عام 2021 أكثر من 110000 براءة اختراع، وحققت المرتبة الأولى في عدد براءات الاختراع التي منحتها كل من إدارة الصين الوطنية للملكية الفكرية ومكتب براءات الاختراع الأوروبي في ذلك العام، والمرتبة الخامسة في مكتب الولايات المتحدة لبراءات الاختراع والعلامات التجارية، كما جاءت في المرتبة الثانية على لائحة الاتحاد الأوروبي للاستثمار في البحث والتطوير الصناعي.
الجيل الخامس
في مجال تقنية الجيل الخامس الأكثر أهمية في عالم الرقمنة، استثمرت "هواوي" أكثر من 600 مليون دولار في أبحاث هذا الجيل ما بين عامي 2009 و2013، ألحقتها بـ 1.4 مليار دولار في تطوير منتجات الجيل الخامس مابين 2017 و2018 لتصبح من الشركات السباقة عالميا في نشر شبكات الجيل الخامس واستخدامها التجارية.
وصنّفتها شركة "تيك آي بي" الأميركية في المرتبة الأولى على قائمة رخص براءات اختراع شبكات الجيل الخامس.
وقال تقرير نشرته شركة البيانات العالمية غلوبال داتا مؤخرا، أن محفظة "هواوي" الأساسية من براءات اختراع الجيل الخامس تأتي في مقدمة الابتكارات الرائدة في حلول هذا الجيل الأساسية وحالات الاستخدام على المستوى العالمي.
وعلى مستوى جهودها في هذا المضمار، أعلنت "هواوي" عن الجيل 5.5 لأول مرة في 2020، وسنشهد نشره قريبا ليوفر تجربة 100 غيغابت في الثانية و100 مليار اتصال، وسيشكل فارقا كبيرا على مستوى تطوير مستقبل أعمال كافة القطاعات والصناعات.
تعزيز الإنتاجية
ستسهم الحوسبة السحابية بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تعزيز الإنتاجية ورفد مراكز الحوسبة بأكثر من 80 في المئة من القدرات اللازمة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي العملية.
وفي هذا السياق، تبرز منصة "هواوي كلاود" للحوسبة السحابية لتكون الأكبر نموا عالميا، إذ أصبحت خلال 5 أعوام من إطلاقها منصة أساسية تعتمد عليها شركات ومؤسسات الإنترنت لتحقيق التحول الرقمي، ويعتمد عليها كذلك أكثر من 3 مليون مطور حول العالم.
ومن سلبيات زيادة حركة البيانات الناتجة عن الخدمات الرقمية 13 ضعفا بحلول عام 2030 مقارنة بعام 2020، تنامي استهلاك الطاقة والانبعاثات الكربونية في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات بمعدل ـ2.3 مرة إذا لم يتم تحسين كفاءة الطاقة.
ويقول الاتحاد الدولي للاتصالات، إنه يتوجب على القطاع التقني الحد من الانبعاثات الكربونية بنسبة 45 في المئة على الأقل بحلول عام 2030 لتلبية أهداف الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي وفق اتفاقية باريس.
ولمواكبة هذه الأرقام، تستهدف "هواوي" الاعتماد على الطاقة النظيفة وتوفير وسائل النقل والمحطات ومراكز البيانات النظيفة للمساهمة في تحقيق صافي صفر كربون في المباني ومقرات العمل والمدن.
وبحلول يونيو 2022، ساعدت حلول الطاقة الرقمية من هواوي لعملائها على توليد 588.5 مليار كيلو واط في الساعة من الطاقة النظيفة والحد من استهلاك الكهرباء بـ17 مليار كيلو واط في الساعة، مما أدى إلى خفض ـ290 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، ما يعادل زراعة 390 مليون شجرة.
الأمن السيبراني
يمثل الأمن السيبراني تحديا كبيرا في العالم الرقمي، الأمر الذي يفرض على شركات التقنية مواصلة الابتكار وتطوير المعايير ونظم التحقق وغيرها من الإجراءات.
وفي هذا المضمار، فإن "هواوي" تتسلح بأكثر من 70 شهادة عالمية في الأمن الإلكتروني، وقدمت أكثر من 65000 مساهمة لأكثر من 200 منظمة متخصصة في معايير الحماية الرقمية.
كما أن محطة الجيل الخامس الأساسية التي وفرتها "هواوي" أول محطة تجتاز اختبار أمان تجهيزات الشبكات "نيساس اس سي اي اس 2.0 " الصادرة عن الجمعية الدولية للهاتف المتحرك.
رعاية المواهب
لا يمكن تحقيق التطور التقني وتعزيز الابتكار بمعزل عن رعاية المواهب التقنية لتنمية قدراتهم ورفع كفاءة خبراتهم وتمكينهم من الارتقاء لمتطلبات سوق العمل الرقمي.
ومن هذا المنطلق، تواصل "هواوي" تنفيذ مبادرات إعداد الكوادر التقنية بالتعاون مع مجموعة واسعة من شركائها في المنطقة من خلال أكاديمية هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات وبرامج أخرى كمسابقة هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات وبرنامجها العالمي بذور من أجل المستقبل، وكذلك مراكز الابتكار والمختبرات المشتركة وغيرها من المبادرات التي تندرج في إطار الوفاء بمسؤوليتها الاجتماعية.
وأسست في منطقة الشرق الأوسط 167 أكاديمية لتقنية المعلومات والاتصالات، ونال أكثر من 40 ألف شخص شهادات معتمدة منها، ووفرت حتى اليوم التدريب لأكثر من 120000 موهبة في الشرق الأوسط.
مواصلة الابتكار جهود االبحث والتطوير المبني على متطلبات المرحلة القادمة لعالمنا الرقمي ضرورة حتمية تتطلب تعزيز أواصر التعاون والعمل المشترك والثقة بالجهود الجماعية لصناعة التكنولوجيا على طريق بناء مستقبل رقمي مستدام للبشرية.