ينبه خبراء مرارا إلى أن كوكبنا ليس على المسار الصحيح، بسبب الاحتباس الحراري، بينما تتسارع الجهود الدولية لتوجيه الاقتصاد العالمي نحو صافي انبعاثات صفري، وتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ.
ومن مؤتمر المناخ "كوب 27" الذي احتضنته مصر، أعلنت فرنسا وإسبانيا انضمامها إلى تعهد يقضي بحظر مبيعات السيارات التي تعمل بالبنزين بحلول عام 2035، أي قبل خمس سنوات مما كان مخططا له.
ما التقدم الذي حصل؟
- يبلغ إجمالي عدد الموقعين على هذا التعهد حتى الآن، 214 جهة، مقارنة بـ130 قبل عام من الآن، في مؤشر على تزايد الوعي بالمخاطر.
- وثمة إقرار فعلي بصعوبة إزالة الكربون من الطيران والشحن، لكن تقنية الانبعاثات المنخفضة للمركبات الأصغر مستخدمةٌ على نحو جيد وتتوسع بسرعة.
- وقد أظهرت بيانات صادرة عن مؤسسة بلومبيرغ للأبحاث أن عام ألفين واثنين وعشرين سيكون قياسيا لمبيعات المركبات عديمة الانبعاثات.
- ويبدو التحرك في هذا الاتجاه حاسما وفق خبراءَ بيئيين، فقد زادت الانبعاثات الناجمة عن قطاع النقل بأكثر من الضعف منذ عام ألف وتسعمئة وسبعين، وتسببت المركبات في نحو ثمانين في المائة من هذه الزيادة. وفقا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة،
- ولبلوغ الهدف المُلحّ أُطلقت رسمياً مجموعةٌ دولية باسم "التعجيل إلى الصفر"، ويوفر هذا التحالف منصة لضمان عدم تخلف أي دولة عن الوفاء بتعهداتها بالتوجه نحو المركبات ذات الانبعاثات الصفرية في المواعيد المحددة.
- تحول حتمي
وأكد المستشار الدولي في التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر، الدكتور حسين أباظة، وجود إدراك فعلي من دول العالم لخطورة تغير المناخ، وكيف أن أنماط التنمية التي اتبعناها أودت بنا إلى وضع حرج، سواء تعلق الأمر بتضرر التنوع البيولوجي أو بالتصحر وغيرهما.
وأضاف الباحث في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، أن هذا الواقع الجديد أظهر أنه لا محيد عن التوجه نحو أنماط استهلاك جديدة تراعي البيئة وتقلل الضرر، بينما تثار الأسئلة حول نجاعة بعض القرارات، مثل مدى استعداد الناس ليركبوا وسائل نقل عامة وذات طاقة نظيفة مثلا في حال صارت متوفرة أم إنهم سيواصلون قيادة وركوب سياراتهم الخاصة.
وأوضح الدكتور أباظة أن النقل يتحمل مسؤولية القدر الأكبر من الانبعاثات، ثم تليه الطاقة، والصناعة في مرتبة ثالثة، وبالتالي، فإن تنقل الناس يحتاج وعي بيئي من أجل خفض الأضرار.
وقال إن التخلي عن الطاقة الأحفورية في العالم سيحصل لا محالة، مشيرا إلى الارتباك الذي حصل مؤخرا بسبب تذبذب الأسعار، ثم تابع أن الاقتصاد الأخضر لا يعني الخسارة بالضرورة لأنه يفتح آفاقا وفرصا جديدة، رغم حصول تراجع في بعض قطاعات الإنتاج.