تعتزم وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، إرسال صاروخ إلى القمر، في خطوة من شأنها أن تنهي غيابا استمر لنصف قرن، وسط سجال حول جدوى إرسال المزيد من البعثات.
وفي مثل هذا الشهر قبل 50 عاما، أعطى علماء وكالة "ناسا" ضوءهم الأخضر من أجل انطلاق رحلة تاريخية للبشر إلى القمر.
وبحسب صحيفة "غارديان"، فإنه لم يسر الاعتقاد، وقتئذ، بأن "ناسا" ستنتظر نصف قرن كامل قبل أن تعود إلى القمر مرة أخرى.
وعندما خطا رائد الفضاء الأميركي، يوجين سيرنان، وهو قائد بعثة "أبولو 17"، على القمر، لم يعتقد أن الغياب سيطول إلى هذا الحد.
ويعزو الخبراء عدم العودة إلى القمر طيلة العقود الماضية، إلى التكلفة المالية الباهظة للأمر، والحاجة إلى قرارات سياسية داعمة.
وفي وقت سابق من نوفمبر الجاري، أدت مشاكل تقنية وعوامل طقس في ولاية فلوريدا إلى تأجيل إطلاق "أرتيميس 1" إلى القمر؛ وهو أقوى صاروخ في تاريخ "ناسا".
ويسعى المشروع إلى نقل كبسولة غير مأهولة حتى تصل إلى القمر في رحلة تستغرق 25 يوما؛ للذهاب إلى القمر والعودة منه، من أجل قطع مسافة 1.3 مليون ميل.
ومن شأن نجاح هذه البعثة أن يعبد الطريق أمام إنزال كبسولات أخرى مأهولة في غضون أربع سنوات.
وصرح رئيس وكالة "ناسا"، بيل نيلسون، قائلا "سنعود إلى القمر بعد 50 عاما، حتى نبقى هناك، وندرس ونعمل ونبتكر ونطور تقنيات جديدة وأنظمة جديدة ومركبات جديدة حتى نصبح قادرين على الذهاب إلى المريخ".
ووصف المسؤول في "ناسا"، العودة مجددا إلى القمر بالمنعطف البارز في التاريخ، بعدما تعثرت محاولات إطلاق سابقة في الصيف والخريف.
وتم تأجيل الإطلاق، سابقا، بسبب انتباه المهندسين إلى مشاكل تقنية في نظام تبريد المحرك، كما فطنوا أيضا إلى تسرب للوقود، وفي بداية أكتوبر، كان التأجيل بسبب الإعصار "يان".