كشفت سلسلة جديدة من 9 دراسات نشرت في مجلة Journal of Research in Personality، أن الواقعية والميل إلى التصرف وفقا لما يشعر به المرء، بغض النظر عن العواقب، قد يكون سمة نفسية مميزة.
وتشير الدراسات إلى أن المرء عندما يكون "حقيقيا" يتصرف في الخارج بالطريقة التي يشعر بها من الداخل، دون اعتبار للعواقب الشخصية أو الاجتماعية، ويختار بوعي ألا يكون مزيفا.
ولاحظ الدكتور كريستوفر جيه هوبوود وزملاءه مدى ارتباط الواقعية بالصحة النفسية، والتي تعتبر نتيجة رئيسية للنمو الصحي والنفسي الفعال، وذلك من خلال التمييز بين الذات الحقيقية مقابل الزائفة.
ووجد هوبوود أن الجوانب السلبية للواقعية، مثل تجنب الأشخاص الذين يعتمدون الوضوح والمباشرة في تعاملاتهم، كانت السبب الرئيسي وراء قيام الأفراد في كثير من الأحيان، بفرض رقابة على أقوالهم أو سلوكهم.
وفي واحدة من مراحل الدراسة طُلب من المشاركين مقارنة الأصدقاء "الحقيقيين" و"المهذبين" بنفس القدر، وصنف المشاركون الأصدقاء "الحقيقين" على أنهم أقل قبولا من الأصدقاء "المهذبين".
وتقود هذه النتيجة إلى تأكيد الزعم بأن العنصر الحاسم لكون المرء حقيقيا ينطوي على قدرته على تحمل أن يكون غير مرغوبا فيه، في بعض الأحيان.
كيف يمكننا خلع القناع لنكون حقيقيين؟
وفقا للطبيب النفسي الدنماركي، سفيند برينكمان: "نتوقع أن يكون كل منا سعيدا وطيبا في كل ثانية، ونتوقع ذلك من أنفسنا، وهذا له جانب مظلم".
وللتحلي بالمزيد من الواقعية والأصالة في حياتنا، ينصح الخبراء النفسيون باتباع الخطوات التالية:
احتضن ضعفك
يقول الفيلسوف الألماني آرثر شوبنهاور: "نحن نخسر ثلاثة أرباع أنفسنا لكي نكون مثل الناس الآخرين. ومن هذا المنطلق تعد أول خطوة يجب اتباعها، هو التعبير عن النفس والدفاع عنها وعما تحتاجه، بدلا من إخفاء الشعور الحقيقي لنظل إيجابيين للآخرين طوال الوقت.
فمن المقبول ألا نكون بخير أحيانا، وأننا بحاجة للمساعدة لمعالجة ضعفنا.
تخطى فشلك
حتى نتمكن من إجراء تقييم عام والتكيف مع الواقع، لا ينبغي التركيز على الفشل أو المشاكل فقط، وهذا يحدث كثيرا عندما نقارن حياتنا بحياة الآخرين، لأن الصدام مع الواقع سيكون أسوأ.
لهذا السبب يجب أن نتساءل إلى أي مدى نؤثر على ما يحدث لنا للأفضل أو للأسوأ؟ وما هي العوامل الأخرى التي تدخلت لإعطائنا تلك النتيجة؟
اعرف قدر نفسك
الانغماس في عالم الوهم والخيال قد يبعد الشخص عن الواقع الذي يعيش فيه، لذلك يجب التحلي بالصدق التام مع النفس، ومصارحة الذات بالصعوبات والتحديات، فهذه الطريقة تساعد في إيجاد الحلول الفعالة والصحيحة للمشاكل التي تواجهنا، والتعلّم منها.
لست بحاجة للكذب
الكذبة الواحدة قد تجر إلى ألف كذبة بعد ذلك، وهذا ما يجعل الشخص في نظر نفسه ونظر الآخرين كاذبا ومزيفا، وغير حقيقي على الإطلاق.
وعليه يجب الحذر من تبرير الأخطاء التي نقع فيها بالحجج الكاذبة.
ويشدد الخبراء على التعامل بمحدودية مع الأشخاص الذين يخالفون قيمنا بشكل كبير، وصدّ أي تأثير لهم علينا، والتمسك بأهدافنا وآرائنا الذاتية.
كن واضحا في أهدافك
يُنصح دوما باتباع الحدس عند القيام بالأمور المهمة في حياتنا، فهناك بعض الأمور التي تسير وفق منهاج مخطط لها مسبقا، وهناك الكثير من الأشياء التي لا يُمكن التنبؤ بها، لذلك، يجب على الفرد أن يكون واضحا في أهدافه من الداخل، ويحاول أن يُسيّر حياته وفق ما يرى أنه مناسب، ولا يخشى التقدم للأمام.
افعل ما يجعلك سعيدا
تقول عالمة النفس جان شينودا بولن: "عندما تسترد أو تكتشف شيئا يغذي روحك ويجلب لك السعادة، احرص على حب نفسك بما فيه الكفاية، وافسح المجال له ليدخل حياتك".