فرانسيسكو فيرا.. طفل لم يتعدّ عمره الـ 13 عاما، يشارك في قمة المناخ المقامة حاليا في مدينة شرم الشيخ المصرية "كوب 27"، ورغم صغر سنه فإنه ناشط بيئي من العيار الثقيل، ومستشار لجنة الطفولة بالأمم المتحدة.
فرانسيسكو فيرا المولود في كولومبيا، أصدر كتابا للأطفال بشأن التوعية بتغيرات المناخ، وآثارها السلبية على العالم أجمع، حمل عنوان "ما هو التغير المناخي" باللغة الإسبانية، والذي ترجمته دار الشروق المصرية إلى اللغة العربية.
موقع "سكاي نيوز عربية" تواصل مع الطفل ووالدته لشرح تفاصيل أكثر عن مشاركته، وعن سبب إصدار كتابه وآماله لجهود الدول في مكافحة التغيّر المناخي، ورسالته لقادة العالم بشأن هذه القضية المهمة.
القدرة على الإبداع
ويشير فيرا إلى أنه يرى "كوب 27"، "فرصة مثالية لمواصلة الدفاع عن الحياة بكل مظاهرها، ولإنقاذ مستقبل ملايين الأطفال حول العالم، الذين يعانون من الظروف المناخية القاسية".
ويضيف: "الجنس البشري قادر على الإبداع، وهو ما يتعيّن عليه فعله لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، عبر مناقشة أفكار أكثر إبداعا".
ويستطرد الطفل: "لا أشكّ في ضمير شعوب العالم، لكنني أحتاج إلى أن أكون أكثر ثقة في الحكومات والدول الصناعية، التي تتحمل مسؤولية أكبر عن الانبعاثات".
وانتقد الناشط البيئي "الدول التي تصنف نفسها على أنها متقدمة"، موضحا أنها "على مدار مئات السنين تستغل موارد البلدان الفقيرة، مما نتج عنه تسارع وتيرة التغيّر المناخي".
ويرى فيرا أن "من يتحمل أكبر قدر من المسؤولية ليس البلدان التي تعاني، ولكن البلدان التي تسببت في هذه المعاناة، خاصة أن البلدان المتضررة ليس لديها تمويل للتكيف مع التغيّر المناخي"، وهو ما اعتبره "مفتاحا لحل هذه الأزمات".
حرّاس الحياة
في التاسعة من عمره، أسس فيرا حركة "حراس الحياة"، وهي مجموعة تضم 500 طفل وشاب، للترويج للوعي البيئي في كولومبيا.
وعن الكتاب الذي أصدره "ما هو التغيّر المناخي"، يقول: "الكتاب موجه لجميع الأشخاص حول العالم دون النظر لأعمارهم؛ لأن الهدف هو تثقيف أولئك الذين يرغبون في معرفة كيف ولماذا يتولد تغير المناخ. يمكنهم فهمه من خلال سلسلة الموضوعات التي تناولتها في الكتاب".
ويضيف: "يحتوي الكتاب أيضا على بعض الرسوم التوضيحية التي تثري النص، والتي آمل أن تلهم الكثير من الناس لاتخاذ إجراءات من أجل الحياة والكوكب".
الأمازون
وعن بلده كولومبيا، يشير الطفل إلى أنها "ثاني أكثر دول العالم في التنوع البيولوجي، حيث يعيش آلاف الأنواع من الكائنات الحية".
ويستطرد: "اقترحت الحكومة الكولومبية، من خلال الرئيس غوستافو بيترو، ميثاقا عالميا لغابات الأمازون، والذي يبدو مهما جدا بالنسبة لي؛ لأن الكوكب ليس له حدود وما يحدث في مكان مثل الأمازون يمكن أن يؤثر على مكان آخر مثل مصر أو إفريقيا".
وأعلن الرئيس الكولومبي بيترو، في أغسطس الماضي، أنه سيطلب من الدول الغنية والشركات متعددة الجنسيات دفع أموال للفلاحين لحماية غابات الأمازون، وإعادة المناطق التي أزيلت منها الأشجار، كاشفا عن نيّته عرض هذه المبادرة خلال (كوب 27)".
كما يوضح فيرا أنه "وقّع مع آلاف الأطفال من كولومبيا وإسبانيا وأميركا اللاتينية على إعلان الأمل البيئي، الذي يهدف إلى مطالبة الحكومات والمجتمع المدني بتثقيف المواطنين بالتغيّر المناخي في جميع أنحاء العالم".
ويطالب الناشط البيئي ومستشار الأطفال في لجنة الأمم المتحدة للطفولة بـ"ضمان الحق في أنهار نظيفة، وهواء بدون تلوث، وبحار بدون بلاستيك".