يهدف مشروع "الدماغ الأزرق" في سويسرا لكشف أسرار الدماغ الذي لا يزال يمثل لغزا بالنسبة للعلماء.
ويعمل مشروع "الدماغ الأزرق" على محاكاة آلية عمل الدماغ لدى الفئران، من خلال حواسيب عملاقة فائقة السرعة، لتكوين نماذج لخلايا وأنسجة الدماغ، بما يكفل إجراء تجارب تشبه التجارب المعملية المباشرة التي تجرى على دماغ الكائن الحي، لتسريع وتيرة الأبحاث المرتبطة بهذا العضو الحيوي.
وبدأ المشروع في عام 2005 على يد البروفسور هنري ماركرام في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا بمدينة لوزان.
ومن المشاركين في المشروع الشاب المصري مروان عبد اللاه، وهو مهندس وباحث مصري خريج كلية الهندسة قسم الهندسة الحيوية الطبية والمنظومات بجامعة القاهرة، وحصل على ماجستير منها في هذا التخصص، كما أنه حاصل على الدكتوراه في مجال علوم الأعصاب.
وعن المشروع قال مروان لموقع "سكاي نيوز عربية": "الدماغ معقد جدا في تركيبه وبه ما يزيد عن 100 مليار خلية إضافة إلى التشابكات العصبية ما يصعّب عملية تحليل وفهم تركيبته ووظيفته".
وأضاف: "إجراء التجارب على الحيوانات تتم وفق شروط صارمة وتختلف بحسب نوع الحيوان وعمره والأجهزة المستخدمة في التجربة".
وتابع: "كل عام هناك مئات الآلاف من الأبحاث عن الدماغ والتي تختلف ظروف كل بحث منها عن الأخرى، ما جعل هناك حاجة لاستخدام التكنولوجيا في فهم الدماغ بشكل أوضح".
محاكاة الدماغ
- يسخّر مشروع "الدماغ الأزرق" التكنولوجيا باستخدام حواسيب فائقة السرعة، لمحاكاة نموذج لدماغ فأر يبلغ من العمر أسبوعين، في ظل التشابه بين دماغ الفأر ودماغ الإنسان، في أجزاء كثيرة، مع وجود فارق حيث يحتوي دماغ الفأر على قرابة 80 مليون خلية بينما يضم دماغ الإنسان ما يتراوح بين 100 إلى 120 مليار خلية.
- المشروع تتبناه الحكومة السويسرية، ورصدت له مبالغ مالية كبيرة.
- تتيح تجربة "الدماغ الأزرق" إجراء اختبارات باستخدام الكمبيوتر يصعب إجراؤها في المختبر بنفس الحجم والمقاييس، ثم العمل على تكبير النموذج.
- هناك نوعان من التجارب المعملية، "إن فيفو" in vivo وتتم على أدمغة الحيوانات الحية، و"إن فيترو" in vitro المرتبطة بإجراء التجارب على أدمغة الحيوانات بعد موتها، وعملية التشريح التي تتم عليها.
- يتم بناء أنسجة دماغ الفأر بشكل يحاكي الطبيعة ثم بعد ذلك تجرى التجارب عليه، وهو نوع التجارب يطلق عليه "إن سليكو" in silico حيث يتم إنشاء نموذج للدماغ باستخدام الحواسيب ثم محاكاة التجارب عليها.
- يسعى المشروع لفهم أكبر لعمل الدماغ والتعرف على طبيعة أمراض لم يتم فهمها بالشكل الكافي مثل الشلل الرعاشي وألزهايمر، ومن ثم تمهيد الطريق لإيجاد علاج لها.