حذر عبد العزيز القراوي، مراقب التنبؤات الجوية في إدارة الأرصاد الجوية الكويتية، من أن بلاده ستدخل في"مرحلة الخطر" بحلول عام 2035، مع توقعات بأن تزيد المعدلات السنوية لدرجات الحرارة بنحو درجتين مئويتين عما كانت عليه في 2010.
وأوضح القراوي لوكالة رويترز أن هذه المعدلات ارتفعت بالفعل 1.1 درجة في السنوات من 2010 إلى 2021 مقارنة بالسنوات الثلاثين التي سبقتها.
وسجلت الكويت في السنوات القليلة الماضية درجات حرارة قياسية، منها 54 درجة في منطقة الجهراء شمال غرب العاصمة في 2021 و53 درجة في منطقة الصليبية غرب العاصمة في 2020، وهما من المناطق المأهولة بالسكان.
وقال القراوي إن معدلات الحرارة فوق 50 درجة مئوية كانت تُسجل بالكويت ليوم أو يومين أو حتى 4 أيام في السنة في الثمانينيات والتسعينيات، لكنها تُسجل الآن ربما 20 يوما في السنة.
كما تزايدت حدة العواصف الجوية والرعدية والترابية التي تضرب البلاد، والتي عادة ما تكون محملة بغبار يؤدي لحالات اختناق لاسيما لذوي الأمراض الصدرية، كما ينقل البكتيريا الضارة ويزيد من انتشار الأمراض الجلدية.
ما الحلول؟
يرى كثيرون أن الكويت يمكنها بجهد فردي أو بالتعاون مع جيرانها تخفيف حدة الارتفاع في درجات الحرارة وتقليلها عدة درجات إذا تمكنت من تشجير مساحات واسعة من الصحاري الممتدة شمالا وجنوبا.
ولدى الكويت رؤية لتحويل 15 بالمئة من الطاقة التي تستهلكها إلى مصادر متجددة بحلول 2030.
ولتحقيق هذه الرؤية، أنشأت الكويت مجمع "الشقايا للطاقة المتجددة" شمال غرب البلاد، في مبادرة يتبناها وينفذها معهد الكويت للأبحاث العلمية، وتهدف إلى نقل وتوطين مزيج من تقنيات الطاقة المتجددة في الكويت لإنتاج الكهرباء.
كما تبنت الحكومة إنشاء مبان صديقة للبيئة في مشروعاتها الجديدة وأهمها مشروع مطار الكويت الجديد، الذي يتم بناؤه حاليا.
لكن الخبير الفلكي والمؤرخ عادل السعدون يرى، وفقا لما أوضحه في مقابلة مع رويترز، أن الحل الناجع يكمن في زراعة نحو عشرين مليون شجرة في الكويت لتقليل درجات الحرارة بنحو خمس درجات مئوية.
ويشير السعدون إلى أن الأولوية في عملية التشجير ينبغي أن تكون للمناطق الشمالية والغربية لأنها المصدر الرئيسي للرياح المُحملة بالغبار الذي يشكل مشكلة لغالبية السكان خصوصا في فصل الصيف.