أعلن وزير الصحة والسكان المصري، خالد عبد الغفار، "دعمه الكامل" للبرامج والمبادرات التي تهتم بالصحة النفسية وغرس ثقافة التعافي من الاضطرابات وإعادة التأهيل، مؤكدا أن هناك "مبادرة كبرى يتم التحضير لها" لدعم الصحة النفسية لمختلف الفئات العمرية.
وأوضح خالد عبد الغفار أن هذه المبادرة تأتي "في إطار جهود الدولة للاهتمام بالصحة العامة للمواطنين".
لماذا تقبل مصر على هذه المبادرة؟
للإجابة عن هذا السؤال، تقول استشارية الصحة النفسية وتعديل السلوك، إيمان ممتاز، لموقع "سكاي نيوز عربية":
- "جاءت لتخفيف معاناة الكثيرين ودعم صحتهم النفسية والحد من تداعيات أمراض كثيرة، خاصة أن المرحلة الراهنة تتطلب الاهتمام بالصحة النفسية ووضع خطة متكاملة تسهم في تطويرها".
- "مهم للغاية تغيير الثقافة حول الصحة النفسية من خلال هذه المبادرة، وإزالة الوصم عن المرض النفسي، عبر التوعية والبرامج المميزة التي سيتم العمل عليها، وزيادة مستوى خدمات الصحة النفسية في مختلف ربوع مصر".
- "تكمن الأهمية الكبرى للصحة النفسية في أنها تزرع السعادة والاستقرار والتكامل بين الأفراد، وتمنح الاستقرار الذاتي، والإيجابية وتُنشئ أفرادا مستقرين وأسوياء، بجانب تعزيزها للاستقرار الأسري وزيادة قوة وتماسك المجتمع".
أرقام
- وفقا لآخر مسح قومي للصحة النفسية قامت به وزارة الصحة المصرية، فإن نحو 24.7 بالمئة من المصريين يعانون من أعراض نفسية، و7% لديهم اضطرابات نفسية.
- المسح القومي تم إجراؤه على عينة عشوائية لنحو 22 ألف أسرة مصرية موزعين على جميع محافظات الجمهورية، بالاشتراك مع الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
- حسب بيانات المسح الجغرافي، فإن أكثر الاضطرابات النفسية انتشارا كانت "اضطرابات الاكتئاب" بنسبة بلغت 43.7 بالمئة، فيما جاءت في المرتبة الثانية الاضطرابات الناجمة عن تعاطي المخدرات بنسبة 30.1 بالمئة.
تأثير جائحة كورونا
وتؤكد استشارية الصحة النفسية وتعديل السلوك أنه "لوحظ خلال العامين الماضيين تأثير جائحة كورونا على الصحة النفسية، وكانت هناك زيادات ملحوظة في معدلات الإصابة بالقلق والاكتئاب في جميع أنحاء العالم، أدت إلى زيادة الوعي الفردي والمؤسسي بضرورة مواجهة هذه التحديات عن طريق مثل هذه المبادرات المهمة".
وحول الحد من نسب الانتحار التي أصبحت تؤرق المجتمع المصري، تقول: "سيزيد الوعي المجتمعي ونشر ثقافة الوقاية خير من العلاج، فعند الشعور باليأس والإحساس بالإقدام على خطوة الانتحار، سيكون الشاب عالما بوجهته لتلقي المساعدة، بجانب الأهل الذين سيكون لديهم الوعي والإدراك الكافي لمساعدة أبنائهم في هذا الوقت العصيب، والتوجه لمستشفيات الصحة النفسية وتلقي المساعدة المناسبة لكل مشكلة".
كيف سيتم دعم الصحة النفسية للمصريين؟
- تتركز محاور وآليات العمل بالمبادرة على "المحور البحثي، والمحور التوعوي، والمحور الخدمي بالمنشآت الطبية، والخدمات المقدمة عن بعد".
- مصر تعمل على تحديث أدوات العمل بالمسح القومي للاضطرابات النفسية، وتعاطي المواد المخدرة، والإعاقة، وتأثير جائحة كورونا على الصحة النفسية للمواطنين.
- سيتم العمل على تحديث خريطة علاج مرضى الإدمان، والتخطيط السليم لخدمات الصحة النفسية، وتحليل سلوكيات الأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية، وإتاحة الخدمات النفسية وتسهيل دمج المرضى داخل المجتمع.
الاكتئاب يتصدر الأمراض عالميا
بدوره، يرى استشاري الصحة النفسية، وليد هندي، أن المبادرة "لها قيمة كبيرة كما وكيفا"، وقال لموقع "سكاي نيوز عربية":
- "في الآونة الأخيرة، ازدادت للغاية معدلات الإصابة بالاضطرابات النفسية، فمنظمة الصحة العالمية أكدت أن الاكتئاب سيكون في عام 2030 هو المرض الأول في العالم".
- "نسبة الانتكاسة بعد الاستشفاء تكون عالية للغاية، حوالي 5 بالمئة في مرض الوسواس القهري، وتصل إلى 80 بالمئة عند مرض الاكتئاب، و90 بالمئة عند المدمنين، لذلك فإن المبادرة مفيدة للغاية لكل الأسر المصرية، وجاءت في وقت مثالي".
- "سنعمل على تطوير إمكانياتنا وأدواتنا القياسية في الأمراض النفسية، لأن الكثير من العيادات النفسية لا توجد لديها المقاييس لتحديد الأمراض المختلفة، مع تطوير العنصر البشري وتأهيل الأماكن للمرضى، وتوفير خدمات تتبعية للمرضى والتواصل معهم للدعم النفسي والسلوكي وللموجودين من حولهم".