في اليوم الدولي للقضاء على الفقر، تناشد الأمم المتحدة الحكوماتِ والجهاتِ المسؤولة إتخاذَ إجراءاتٍ لازمة للقضاء على الفقر، وساهمت جائحة كورونا في إبطاء الجهود المبذولة في هذا المجال.

ويحيي العالم اليوم الدولي للقضاء على الفقر هذا العام تحت عنوان، "الكرامة للجميع، إذ تقر الأمم المتحدة أنه في عالم يتسم بمستوى لم يسبق له مثيل من التنمية الاقتصادية والوسائل التكنولوجية والموارد المالية، لا يزال الملايين في مختلف دول العالم يعيشون في فقر مدقع، فالفقر ليس مسألة اقتصادية فحسب، بل ظاهرة متعددة الأبعاد تشمل نقص كل من الدخل والقدرات الأساسية للعيش بكرامة.

إذ دفعت جائحة كورونا ما بين مائة وثلاثة وأربعين ومائة وثلاثة وستين مليون شخص إلى براثن الفقر العام الماضي، وفقا للأمم المتحدة.

ويعيش في جنوب آسيا ما يقرب من نصف الفقراء الجدد، كما يعيش أكثر من ثلث الفقراء العالم في إفريقيا.

كما يتوقع أن يزيد عدد من يعيشون تحت خطوط الفقر الدولية في البلدان ذات المداخيل المنخفضة والمتوسطة.

ويشار إلى أن الأشخاص الذين يعيشون في فقر يعانون أشكال الحرمان المترابطة والمعاضدة التي تمنعهم من حقوقهم وتديم فقرهم، كظروف العمل الخطيرة وغياب المسكن والطعام.

ومن هذا المبدأ تناشد الأمم المتحدة الحكومات والجهات المسؤولة إتخاذ إجراءات لازمة للقضاء على الفقر.

أخبار ذات صلة

حرب أوكرانيا تلقي بـ"ظلال سوداء".. الأطفال يدفعون الثمن
غوتيريش: مجموعة العشرين يجب أن تساعد الدول النامية

أزمة سلة الغذاء

وقال خبير القانون الدولي الإنساني والمدير السابق لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من لندن الدكتور إياد نصر، إن هناك أسباب عديدة ساهمت في وصول الفقر إلى هذا المستوى على الصعيد العالمي، فجائحة كورونا كانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير، فالنزاعات المسلحة والأزمات عمقت هذا الوضع الاقتصادي العصب، فلأول مرة ومنذ عقود طويلة نجد تراجعا في مؤشرات النمو، وهو مؤشر خطير على مقياس المؤسسات الدولية الأممية، مما يساهم في حدوث تعثر كبير في الرهانات التي وضعتها الأمم المتحدة في حدود عام 2030، والتي على رأسها محاربة الفقر والكرامة للجميع,

كيف يمكن للحكومات والمؤسسات الدولية القضاءُ على الفقر؟

كما بين نصر أن الأزمة الروسية الأوكرانية أثرت كثيرا على توفر الغذاء للشعوب الأقل حظا، بالإضافة للعوامل الاقتصادية المرتبطة بدول عدة في العالم، والتي ساهمت مجتمعة في زيادة منسوب الفقر في مناطق متفرقة من العالم.

واعتبر نصر أن الناس الذين لم يتحقق لهم ظروف توفر لهم مواد لتشبع جوعهم، فإن كرامتهم حتما غير مصانة، فكل النظريات الاجتماعية والتنموية تنص على توفير الحد الأدنى لحياة الفرد، ومعناه الغذاء ثم الغذاء ثم الغذاء، فالكرامة تأتي بعد سد رمق الجوع.

كما قال نصر إن الحل لهذه الأزمة يكمن لدى الأمم المتحدة سياسيا، حيث يجب إتخاذ خطوات عملية على الأرض من أجل إنهاء النزاعات والصراعات من أجل الانتقال من مرحلة سد الرمق التي تقوم بها أعمال الإغاثة، إلى مرحلة بناء قدرة هذه الدول النامية على النمو و الإنتاج وتوفير لقمة العيش للناس.

وقال نصر إن الحل الآني لسد رمق الناس الجوعى هو توفير الغذاء لهم، ولكن إلى متى؟، فتقديم العون ينقذ الأرواح لكن يجب أن نسعى للعمل على تمكين هؤلاء من خلال توفير ظروف إنتاج للغذاء تجعلهم يلبون حاجاتهم داخل هذه المجتمعات، حيث يجب تعطى الفرصة لهذه المجتمعات لإنتاج عذائها، فالإستدامة هي الحل.

واعتبر نصر أن المجتمعات كانت مكونة من ثلاث طبقات: الغنية والمتوسطة والفقيرة، ولكن اليوم نتيجة للظروف العالمية نجد إنحصارا للطبقة الوسطى، فبات يحدث في المجتمعات ما يسمى بالتقطب، فإما أن تكون في الاتجاه الأعلى أو في الاتجاه الأسفل، نتيجة للأوضاع غير السوية من حروب وأزمات، والحكومات يجب أن تحارب هذه الظاهرة، لكنها لا يمكن أن تقوم بذلك إلا إذا كانت في حالة من السلم والتصالح الداخلي.

أخبار ذات صلة

البنك الدولي: الأزمات الحالية لها وقع ثقيل على مستوردي النفط
"كلفة" معيشة الأسر اللبنانية شهرياً.. دراسة تكشف المستور