عندما بدأ المخترع المغربي، يونس البقالي، مسيرته، قبل عشر سنوات، لم يكن يتوقع أن تتكلل جهوده بنجاح كبير، لكن العمل الدؤوب آتى ثماره، حتى أضحى اليوم واحد من ألمع المخترعين في المغرب.
نجح يونس في اختراع عدد من الأجهزة للاستعمال اليومي من بينها مأخذ كهربائي بنظام ميكانيكي إلكتروني وجهاز إلكتروني يتألف من هوائي مستقطب إلى جانب دراجة كهربائية ذكية.
استطاع المخترع المغربي بفضل إصراره وقوة عزيمته التألق في عدد من المسابقات الدولية للاختراعات والابتكارات، حيث يعتبر البقالي، وهو أستاذ جامعي حاصل على دكتوراه في الفيزياء، نموذجا لخريجي المدرسة العمومية ممن استطاعوا التمييز في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار.
شغف بعالم الابتكار
يؤكد يونس أنه بدأ في سن مبكرة، فعندما رأى لعبة أطفال لم تعد تصلح لشيء وبات مكانها الطبيعي سلة المهملات، فكر في أن يمنحها حياة جديدة.
إثر ذلك، انطلق في صناعة أشياء مفيدة وبسيطة اعتمادا على المواد المتوفرة لديه، مستفيدا من الخبرة التي اكتسبها خلال عمله في فترة العطل المدرسية والأعمال اليدوية.
يتذكر الشاب المغربي كيف تمكن سنة 2012 من إنجاز أول اختراع كمحترف في مجال الابتكار اعتمادا على قدراته الخاصة فقط، ومبرزا كيف شكلت البيئة الأسرية الداعمة له محركا لمواصلة مسيرته في مجال الابتكار والاختراع.
اختراعات متنوعة
في جعبة يونس البقالي أكثر من اختراع؛ من بينها هوائي مدمج خاص بالجيلين الثالث والرابع والخامس لأنظمة الاتصالات المتنقلة، وهو ابتكار يحمل الخصائص التي تجعله قابلا للاندماج مع أجهزة الكترونية أخرى متصلة بالإنترنت.
ومن أبرز ابتكارات المخترع المغربي أيضا جهاز يتكون من نظامي حماية إلكتروني - كهربائي مجهز ضد الصعقات الكهربائية، ويسمح باقتصاد الطاقة عبر الانفصال التلقائي عن الأجهزة بمجرد توقفها عن الاشتغال.
وتماشيا مع التوجه الجديد نحو الطاقات المتجددة، يعكف يونس على تطوير دراجة كهربائية ذات خصائص تقنية فريدة من قبيل توفرها على علبة للسرعة مما يتيح لصاحبها إمكانية ترشيد استهلاك الطاقة المحركة للدراجة، وإطالة عمر البطارية، والتي تعد أكبر معضلة تواجه وسائل التنقل التي تعتمد على الكهرباء.
يقول يونس البقالي، إن المخترع لا يحمل خلفية تسويقية لابتكاراته، لذلك يستوجب الأمر دعما وتشجيعا من قبل الحكومة عبر اعتماد إجراءات تحفيزية، سواء من خلال سن إعفاءات ضريبية لفائدة الشركات التي تستثمر في الابتكار بالمغرب.
ويرى المتحدث، أن وضع استراتيجية وطنية للابتكار باتت ضرورة ملحة اليوم لدعم الاقتصاد الوطني وإحداث تنمية في المجتمع.
جوائز عالمية
تجاوزت بصمة يونس البقالي في مجال الاختراعات حدود الوطن ولاقت تفاعلا إيجابيا على المستوى الدولي تجلى في تتويجه في عدد من المنافسات الدولية
ومن بين الجوائز التي حاز عليها المخترع المغربي، ميدالية ذهبية في منافسات "إيكان 2016" بكندا، والمرتبة الأولى في مسابقة الاتحاد الدولي لجمعيات المخترعين، وجائزة أحسن ابتكار للفدرالية الدولية لجمعيات المخترعين، والميدالية الذهبية للابتكار والاختراع في كوريا الجنوبية سنة 2018
يقول البقالي إن التتويج في المسابقات المخصصة للابتكار سواء الوطنية أو دولية يمنح صاحبه دفعة معنوية قوية للاستمرار في العطاء والإبداع، مشبها ذلك التتويج بالبوصلة التي تمنحه الإشارة إلى أنه يسير في الطريق الصحيح.
دعم البحث العلمي
ويشدد المخترع المغربي على ضرورة تشجيع البحث العلمي داعيا إلى انخراط كل الأطراف المعنية من أجل توفير بيئة ملائمة للابتكار، وإلى تخصيص ميزانية خاصة بهذا المجال.
ويلفت البقالي، إلى أهمية استقطاب المتفوقين والنوابغ من الأطفال، داعيا إلى تشجيع الابتكار والإبداع داخل المدارس وجعلهما ركيزة أساسية في منظومة التعليم، واقترح في هذا الإطار تنظيم مسابقات للأطفال وتحفيز المتفوقين منهم في مجال الابتكار والعمل على مواكبتهم وتقديم دعم مالي لهم.
واقترح المتحدث، إدماج مادة الإبداع والابتكار في مناهج التدريس، وتحويل الفصول الدراسية إلى ورش تتيح للتلميذ فرصا أكبر للتفاعل والإبداع بتأطير وتوجيه من الأساتذة المشرفين.