يفضل التونسيون استهلاك مادة العسل كعلاج طبيعي ومقوي غذائي في مواجهة الالتهابات ونزلات البرد، لكن ما يقترحه الشاب محمد السويح في مجال العلاج بخلية النحل يعتبر سابقة وتجربة فريدة من نوعها في تونس والعالم العربي.
وأسس محمد السويح مركزا علاجيا متنقلا يوفر جلسة لاستنشاق هواء خلية النحل تدوم نصف ساعة وتهدف للمساعدة في علاج مشاكل صحية مختلفة تتعلق خاصة بالأمراض الرئوية كالالتهابات والربو وتليف الرئة.
وقال السويح، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه بدأ الاستثمار في مجال الفلاحة الإيكولويجة منذ سنوات تاركا عمله الأصلي في قطاع السياحة وركز عمله في مدينة الهوارية من محافظة نابل شمال البلاد، متمثلا في ضيعة إيكولوجية أسماها "مزرعة العجائب"، حيث جمع فيها الطيور الاستوائية والغلال النادرة التي لم يكن يعرفها الناس في تونس، على غرار "فاكهة التنين" و"المانغا" و"البابايا"، إلى جانب نباتات استوائية مختلفة.
كما يشمل مشروعه الإيكولوجي مركزا متنقلا للعلاج باستنشاق خلية النحل بدأ عمله منذ أسابيع ولاقى اهتماما من التونسيين، على غرار تجارب أخرى في العالم أثبتت نجاعتها في دول ألمانيا وأوكرانيا والمجر.
وأوضح السويح أن "تجربة التنفس داخل خلية النحل هي عملية علاجية تحتاج عددا من جلسات الاستنشاق وتسمح للمريض بالحصول على هواء خلية النحل الداخلي الدافئ والنقي في درجة حرارة تساوي 35 درجة مع رطوبة غير مزعجة"، مضيفا أن "عملية الاستنشاق تساعد على الاسترخاء والاستفادة من كل منتجات الخلية من غذاء ملكات النحل وشمع النحل وحبوب اللقاح والعكبر "البروبوليس"، فضلا عن الاستمتاع برائحة العسل المنعشة طيلة الجلسة".
وأكد محمد السويح أن استنشاق الهواء، الذي تنتجه خلايا النحل، يساعد في علاج الربو وأمراض الرئة والتهابات الجهاز التنفسي والصداع النصفي وحتى الاكتئاب.
وتابع صاحب المشروع الإيكولوجي: "لقد أثبتت الدراسات أن هواء خلية النحل على درجة عالية من النقاوة والتعقيم يعادل تعقيم غرف العمليات وهو أفضل من الهواء العادي بكثير كما ينصح به خبراء الطب البديل لأن مفعوله يقترب من مفعول عقار الكورتيزون، وبدورنا لاحظنا ارتياحا كبيرا لدى المرضى الذين جربوا معنا استنشاق هواء خلية النحل وأكدوا لنا تحسن وضع التنفس لديهم".
يشار إلى أن محمد يحرص على تقديم خدمات استنشاق هواء خلية النحل في مركزه المتنقل على شكل سيارة إسعاف بداخلها خلية نحل، بينما تتم عملية التنفس عن طريق قناع خاص موصول بأنبوب يسمح بخروج الهواء فقط دون التعرض لمخاطر لسعات النحل.
وحدثتنا آية قصد الله، التي خاضت التجربة، بالقول إنها كانت تعاني من حساسية تنفسية مزمنة ولجأت لجلسات الاستنشاق، التي أشارت إلى أنها "مكنتها من الاسترخاء والتخلص من احتقان الجيوب الأنفية وحسنت عملية التنفس عندها بعد أكثر من حصة علاجية فضلا عن استمتاعها خلال الجلسة بروائح العسل والزيوت الأساسية للزهور التي تنقل بينها النحل".
وأكد مربي النحل منير بشير، في حديث للموقع، أن "استنشاق خلية النحل يعد علاجا طبيعيا منذ قديم الزمن خاصة وأن هذا الهواء محمل بفوائد العكبر والشمع ومن الأفضل استنشاقه في ساعات الصباح الباكر قبل خروج النحلات الشغالات للعمل لجلب الرحيق وحبوب اللقاح، كما أنه هواء معقم يساعد في القضاء على الجراثيم الموجودة في الجهاز التنفسي ومعالجة الأمراض طبيعيا".
من جهته، يفضل الدكتور سامي كمون، رئيس الجمعية التونسية للأمراض الرئوية، التداوي من المرض عبر العقاقير الطبية، قائلا في تصريح للموقع: "هناك مثل هذه الاستعمالات في عدد من البلدان وهي طريقة مستحدثة تعتمد على الهواء النقي الذي تنتجه خلية النحل، لكن وجب التأكد من أنها مضمونة وناجعة في علاج أمراض مزمنة مثل الربو والتهابات القصبات الهوائية، ووحدها البحوث العلمية والتجارب على عدد مهم من المرضى كفيلة بتأكيد فاعليتها وهو ما لم تثبته أبحاث علمية دقيقة إلى اليوم".